نبض الشارع .. وظائف بالجملة

يبدو  أن الصورة الروتينية والتقليدية التي اعتمدها مسؤولونا منذ عشرات السنوات في الإعلان عن مسابقات التوظيف وخوض غمارها العاصف لم تتغير آلياتها ومسارها من ألفها إلى يائها رغم التقدم التكنولوجي والحضاري الذي  اختصر الورقيات بأتمتة المعلومات ومسافة الألف ميل بكبسة زر ، ونحن حيالها بقينا.. محافظين على دبكة خرما..

والصورة هذه نقرأ تجلياتها في الإقبال الحاشد على خوض مسابقة التوظيف المركزية التي أعلنت عنها وزارة التنمية البشرية ، شباب وشابات معظمهم من أرياف حمص البعيدة قطعوا مسافة  تزيد عن خمسين كيلومتراً أجهدت ساقهم في الركض على مدار أيام للحصول على أوراق غير محكوم وغير موظف وأوراق أخرى كان يمكن تجاوزها  وتخطيها إلى وقت  آخر يتقرر فيه إذا كان هذا المتسابق ناجحاً فيستكمل تلك الأوراق الروتينية التي لا جدوى منها حالياً سوى إرهاق  المتقدم جسدياً ومادياً في ظل وضع معيشي قاس وصعب للغاية ومن يقصد مبنى المحافظة يصدم بالازدحام والانتظار  وبطء في إجراء المعاملات ،  وحجز دور منذ الصباح الباكر .. متقدمون شباب وشابات متشابهون بالمرارة لا حول ولا قوة لهم في أتون تجربة خاضوها عشرات المرات دون جدوى ، وعلى أمل النجاح في مسابقة  تفك عقدة بطالتهم وتكون البحصة التي تسند الجرة جاؤوا مندفعي الخطا نحو باب  المحافظة مصحوبين بأوراقهم ومثقلين باحتمال عدم القبول والرسوب في المسابقة المعلن عنها على أساس أن الوظيفة طوق نجاة و راحة أمان وعون من عوز اشتد وقت الأزمة و زاد الوضع المعيشي تأزماً..

ورغم الوجع والمرارة تشعر بأن آليات عمل بعض المعنية لا تتقاطع مع الواقع المعاش ولا تتطابق مع الظروف الاقتصادية والاجتماعية …و يبقى الأمل!!

حلم شدود

 

المزيد...
آخر الأخبار