نقطة على السطر..رحلة البحث عن الصرافات

في آخر كل شهر تبدأ جولتي المجبر عليها منذ عدة شهور على الصرافات متنقلاً بين مركز المدينة والأحياء  المجاورة بحثاً عن صراف بالخدمة لقبض الراتب الشهري, وتستمر جولتي يومين أو ثلاثة إلى أن تأتي لحظة الفرج ويحالفني الحظ بلقاء صراف آلي غير عاطل ومغذىً بالنقود  مع مجيء الكهرباء وعندها يفتح الصراف فمه ببطء ويعطيني راتبي المتواضع الذي سأواجه به كل معارك الغلاء الفاحش وأقارع به شراسة الظروف الحياتية الحالية, وقد أتاحت لي زيارة الصرافات مناسبة للقاء الموظفين والمتقاعدين الذين انهكوا من طول الانتظار والوقوف في ظل الأجواء الباردة والسماع لبعض أحاديثهم وتعليقاتهم حول خدمة الصرافات الآلية, حيث أشار البعض عن تزايد عدد الصرافات المتعطلة لبضعة أشهر بسبب أعطال ميكانيكية وفنية بسيطة وعدم تمكّن ورشة الصيانة من إصلاح تلك الأعطال البسيطة وإعادة الصرافات إلى الخدمة, ونوهوا أن أغلب الفنيين الذين تتوفر لديهم الخبرة والمهارة في الورشة قد سافروا للعمل في دول الجوار, أما  العناصر الحاليين لا يتمتعون بالخبرة الفنية المطلوبة كما أنهم لم يتلقوا تدريباً تقنياً أو تأهيلاً مناسباً في إصلاح كافة أعطال الصراف. وبعد سماع تلك الأحاديث بدأت عدة تساؤلات تدور في ذهني حول أسباب عدم تأمين كوادر كفؤة من خريجي الجامعات والمعاهد ومراكز المتميزين قادرين على حل معضلة الصرافات الآلية!!.. ولماذا لا نسمع عن وجود صرافات معطلة في البنوك الخاصة!!…وصرت أحتار في إيجاد المسببات فيما إذا كانت إدارية أو مالية أو السبب يعود إلى عدم التخطيط في تدريب عناصر كفؤة في مجال إصلاح الصرافات. وتنتهي تلك الأحاديث المتبادلة بمجيء الكهرباء والتهافت أفواجاً نحو شاشة الصراف لسحب الرواتب.

زاهر بركة

المزيد...
آخر الأخبار