أثبت المواطن السوري مقدرته العجيبة وشدة صبره وتأقلمه مع الظروف الصعبة التي بات يعيشها مع تدني دخله المادي وفي مواجهة ارتفاع أسعار السلع الأساسية التي ترتكز عليها حياته اليومية .. ففرض على نفسه تقشفاً ، شد فيها الأحزمة على البطون في ظل غلاء فاحش ولسان حاله يقول « مكره أخاك لا بطل» ..
فبات يمني النفس بأن تبادله الحكومة جزاء صبره خيراً ليرسم صورة جميلة مشتهاة يكسر خلالها حلقة الضيق المادي الذي أخذ يطوق حياته ..
فها هي الشهور تتعاقب وبريق الأحلام يخبو ، ولكن الشائعات لا تكل ولا تمل حول زيادة مرتقبة في الرواتب تلوح في الأفق القريب ، تلك الزيادة التي تعد الخيار الصحيح لردم الهوة العميقة بين تكاليف المعيشة الباهظ ، وتدني الأجور الحاد ..
مع العلم أن العمل الحثيث على تخفيض الأسعار خير من زيادة سوف تتبخر سريعاً في حال تضخمت فيها الأسعار إذا لم يتم كبحها على نحو شديد فضبط الاسعار ومواجهة الاحتكار ، والضرب بيد من حديد للفساد والفاسدين ، والمتلاعبين بقوت الشعب ، حلول كفيلة بتحسين مستوى المعيشة ، تحمل ما تحمله من ثوابت تساهم في تقوية موارد البلد والنهوض بالانتاج من خلال رفع القدرة الشرائية للمواطن ..
فاليد التي عملت على إعادة الأمن والأمان إلى ربوع الوطن ، قادرة على حل طلاسم عقدة الغلاء وصعوبة الحياة للمواطن الذي كان سنداً وداعماً في تحرير كل شبر من أرض سورية الحبيبة ..
ورغم أن حديث الناس عن زيادة الأجور قد خبا بريقه إلا أن شريط الوعود مازال يعمل ويعد بالكثير من الانفراجات الجادة التي تعبربنا إلى بوابة الأمل .. فلولا الأمل لبطل العمل ..
المواطن بحاجة دائماً إلى إجابات تشفي غليل حرمانه وضعف قدراته المادية تلوح بشائرها بين الفينة والأخرى وخاصة بعد انتهاء العام وبدء عام جديد ، تلك الإيحاءات تكون بمثابة زخات مطر في أرض بور ، تنزل برداً وسلاماً على قلب المواطن السوري .. فلننتظر .. ربما هو فرج قريب.
عفاف حلاس