نبض الشارع … قطاع الدواجن يعرج من شفتيه

«الجمل يعرج من شفتيه « هذا هو حال قطاع الدواجن في بلدنا ، فالعوامل الجوية من صقيع وحرارة تقصم ظهر أسعار الفروج والبيض وتقلبات سعر الدولار تطلق صفارة الإنذار باتجاه الأسعار، وبالتالي غلاء الأعلاف يطيح بالمربين ويربكهم ويدخلهم ضمن فوضى «أسعار وتجار » وكذلك فإن نفوق أعداد كبيرة نتيجة قلة الرقابة الصحية أو البرد والصقيع يزيد الأمر سوءا ً وتعقيدا ً وترديا ً …
وفي المحصلة فإن المواطن هو من يدفع ثمن تلك التقلبات البيئية والاقتصادية والمزاجية ويجد نفسه مدانا ً بالتعويض لمربي الدواجن والتجار معا ً، ويطالب بدفع ضريبة الإهمال والأضرار وقلة الدراية وسوء التخطيط والتدريب وجملة عوامل جعلت المداواة مستعصية بعد أن سبق السيف العزل – وكله يسحب من قوت المواطن الذي يجد في منتجات الدواجن عزاء ً لعدم قدرته على تناول اللحمة الحمراء التي لاقدرة له على شرائها خاصة وأن الكيلو منها تعدى الخمسة آلاف ليرة..ونقول وجد المواطن في لحم الدواجن «عزاء» وليس « إدمانا ً» فالرمد أفضل من العمى . وفي كل الأحوال الغلاء الفاحش هو السمة الأبرز لحال مواطن يعاني ويلات الحرب وجرعات الفساد ونقص في الخيرات والليرات وعدم وجود رقباء أكفاء على سوق سوداء سوادها فحم قلوب العباد ، ناهيك عن خلاصة الهرمونات التي يحقن بها الفروج وهذا وحده كابوس يزيد جملة مخاوف وتساؤلات ، إن كان هذا واقعا ً قائما ً فعلى الدنيا السلام وهل هرمون « السم في الدسم » لم يلحظه المراقبون أم أن الأمور تسير على عواهنها دون رقيب أو حسيب …
وهذه جملة شجون جاءت على سيرة الفروج وتوابعه من مربين قائمين على تربية الدواجن منذ زمن وهم ليسوا أولاد “مبارح” في قطاع لايحقق ريعه اكتفاء ذاتيا ً لبلدنا مع أننا من الدول المنتجة للدواجن ، ومردوده الاقتصادي يفترض أن يحقق انتعاشا ً اقتصاديا ً داعما ً للسوق لا العكس ، فالخسائر التي نسمع بها فادحة نتيجة عيوب قاتلة بطريقة تربية الصوص والأمات وانعدام الرعاية الصحية والتدفئة وتقنيات أخرى يفترض الإلمام بها من قبل من وصفناهم بأنهم ليسوا أولاد “ مبارح” بمصلحتهم هذه .. فبين يوم وليلة نسمع عن نفوق أعداد كبيرة من الصيصان والأمات ، والسبب :مرض ، برد، سوء تغذية ..؟! و(النسخ القديمة) تتكرر في نفوق وخسائر هذا القطاع … الأساليب التقليدية لم تعد تجدي والجهل بآلية عمل هذا القطاع يحتاج لخطط وبرامج توعية وتقنية وسياسة تسويقية ناجعة لتلافيه والعمل على قدم وساق للنهوض به ولاحرج من الاطلاع والتعلم لوقوف هذا القطاع على رجليه بأقل الخسائر ..

العروبة – حلم شدود

المزيد...
آخر الأخبار