هي بواكير الإشراق في أصباح الجمال المزهو أناقة بمرتسمات أنفاس الروابي , وترانيم الأصوات لهمهمات ولاداتٍ في ثناياها حميّة كل ألق ممراح يحث خطاه على دروب الحياة، أو يوقع لحنه في أديم الفضاء الرحب سفراً على أجنحة أطيار تغرد تارةً لحبات مطر من هاتيك الغدائر، وتاراتٍ لأضمومات الشموس عبر انزياحات تلك الراحلات سحباً وهي تتثنى ميادةً في طرب مغناجٍ تزف حبات غيثها كأنها قطع بلورية في محيا لؤلؤ منثور من حبات برد هنا، أو حبيبات ماءٍ هناك لتنهض التلول والسهول مياسة برائعات الخير، وقد تفرد الجمال بها ما بين غدائرَ مغناج، ونسيم يعبق بتباشير عطور معتقة في خوابي الزمان… إنه الربيع محط وقع النفس في نباهة حضوره ربيعاً في مكامن الروح صفاء مكرمات من سجايا ومثل لخير التفاؤل في وعي الضمير الصاحي لمعنى العطاء للإنسان والحياة والقيم عبر وقار العقل الحصيف في بناء الذات والإنسان والمجتمع وعمرانية مداميك العز في صروح كل بناء ينهض ما بين قيم وإنسان ووطن، فيعلو صروح شهامات لا يدانيها إي بنيان، لأنها إرادة الحق والخير والجمال وفصاحة الحب والمحبة لربيع العقل شرف كرم في مرايا الحكمة، وطهر النبالة وصحو الإبداع… وكذلك وقدة الخير العميم قيماً مضافة في مطالع الوجدان ومراميه اتقاد جُذاً في مواقد اللهفات المتكوثرة مبادراتٍ، هي مساكب من أصص ورد على شرفات الزمان تغني أقاحيها أناشيد الجمال دفق شلال في مهاد الدنا لأجيال وأجيال.
إنه الربيع منطق الطبيعة ومنطوقها خير سماءٍ ونبوغ المرء عبقرية سماحة في مكارم الأخلاق لأن الربيع وعي الحضور في نبالة الجود والكرم لذهنية تقرأ الحياة أمانة حضور، وتقرأ ذاتها رسالة بناءٍ لمعنى قيمة تماهي الإنسان بالإنسان فالجمال الحق كامن ٌفي ربيع النفس تكريم المرء لغيره فيكون الجمال ترابط لحمة على سُدى أطباق ورد وما أروع إيحاءات الشعر في: ” أتاك الربيع. ” .. فجماله لا يكون في ذات المبدع شاعراً إلا إذا تحسسه في كاف الخطاب لغيره ليعيشاه معاً! وكذلك في: ” يا صاحبي تقصيا” .. لأن وقع الربيع في ذاته شاعراً لا يتكامل إلا بوقع أسره في مكين وجدان غيره رهافة تذوق وشركة إحساس بإحساس.
هكذا ربيع النفس والعقل والوجدان صفو إنسان إلى إنسان. إنه الربيع في مطالع آذار وعي الانتماء لأمة ضاربة الجذور في عراقة تراثها وأيامها الخالدات وسرح حضورها بلاغة فعل مقاوم لأصالة متجذرين في ثبات لا يلين على وعي الكفاح لأجل وطنٍ عربي ما بين المحيطين، إذ الوحدة والحرية والاشتراكية لأمة ذات رسالة خالدة وأرض لمن يعمل بها، ولذرات ترابها وقطرات مائها يكون الغالي والنفيس.
وفي بواكير الربيع فصلاً، وآذاره شهراً حمية دفق عاطفةٍ طهراً في سحر الأمومة عاطفة لتجذر مداه المدى، وللأرض أماً في شمولية التجذر حضوراً وصدى، وفي مكامن الشعور والإبداع نتاجات الشعر وعيده، كالأم موعداً، وكذلك للأرض في يومها..( سيدتي الأرض) ولفتوة الشباب فرساناً وقاطفي نجوم للعمل والبناء والتميز فصاحة فصل الخطاب لإرادة كل نبوغ عبر حرف وقرطاس وساعد، ونباهة مثابرة ميادين الحياة فيكون يوم الطالب العربي أسفار إبداع في خزائن العبقريات علوماً وكفاحاً وبناء وخبرات ومهارات.
وفي جماليات الحضور للإنسان قيمة كبرى , رجلاً و امرأة في بنائية وعي التكامل لإرادة حياة , كلٌ يعاضد الآخر خيراً على خير ودور المرأة العربية مربية و عاملة ومناضلة ومثقفة حيث وشي حضورها المطرز في اليوم العالمي لها دلالة مكانة وكذلك نفحات العبقرية والطيب في كينونة المعرفة والمهنة والرسالة لبناة أجيال , لهم السبق في حفاوة كل مثابرة ودربة , ومهارات أداء تتشربه الأجيال فيض رحيق لكل علم وفن وقيمة وكياسة حضور في إعداد ناشئة لهم الحاضر والمستقبل إرادة الحياة.
أجل في مطالع فصل الربيع آذار النقش المطرز على أجنة الزهر وملاحم البطولات وإشراقات الضياء لأهداف كبرى سمو مرتكزات وثوابت في الحياة الحرة الكريمة للإنسان والمجتمع والوطن يعبق الخير سعة آفاق و آفاق ويطيب الشدو بلاغة قول على عمل : من قاسيون أطل يا وطني فأرى دمشق تعانق السحبا وآذار يدرج في مرابعها والبعث ينثر فوقها الشهبا لكأني أسمع ألف هاتفة وهران تلثم في العلا حلبا وصدى البشير يهزني طرباً إنَّا أعدنا القدس والنقبا.
نزار بدّور ..