تحية الصّباح .. دفء المواقف مواقد ..

فساحة العمر تعطي المرء حقولاً , إذا ما نثر بذار اجتهاده فيها سرعان ما تنتش غراساً ويانعات من أثمار , ينطق بها عبق على أطباق نسيم , أو تغنيها قطوف دانيات على غصون أماليدَ تروي سردية ذاك الحضور الذي يكتنزه المرء ما بين عوامل فطرية , و أخرى مكتسبة , وما بين هذا وذاك من سجية طبع , و إعمال تفكير , وغنى معارف وخبرات ومهارات , يحث إليها على دروب الجد والمثابرة , متطلعاً صوب غايات و أهداف , ينشدها عرائش من آمال واعدات على تخوم القادمات أعماراً , ومعطيات سنين . هي فساحة العمر في رقيها ديمومة فعل حاضر في اتقاد كل مبادرة تؤكد المطلوب واجباً ضمن إجرائية عمل وتعزز النبوغ لأصالة كل عمل حصيف , يوضح ذات صاحبه تفرد في موضوعية كل أداء نوعي قرابة نسب مداه إبداع يولد إبداعاً , فيقرؤه الآخرون قدراً وقيمة في ذواتهم , وذاته أيضاً محاسن وعي جمالي في مكارم ” الذكاء الإنساني ” حيث معيارية ذلك الثقة بالنفس , والأصالة , والطلاقة , والفرح في إشراقات الجمال معرفياً , وسماحة نفس في ذهنية منفتحة تقرأ الفعلَ اجتهاداً , والتميّز تفرّداً مغنماً من شركة ربح في نبالة الوعي الإنساني الجميل , لأن ذلك الفرح هو ثنائية مساندة نفسية , و أخرى مساندة اجتماعية في تقدير ما شد انتباه الآخرين من كد نوعي حاضر ما بين حرف يحلق فياض الرؤى الجديدة قراءات , ووعي إبداع , وصوغ سلاسل مذهبة في جنبات الحياة , وشتى الفنون , ومختلف العلوم , و أفانين الحرف وسرديات كل حذاقة يعلو بها صرح , ويطيب بها خاطر , ويشرق بها عقل دهشَ ألمعية في نبوغ ومعيارية ألق في بناء .  

إنه الاغتباط الرزين الذي يتقن فن إنصاف العقل ومؤشراته عبر ذلك الذكاء الإنساني تعاضد مبدع لغيره وكفي لكفي . فتكون تلك الحيثيات علامات صوى في مسار كل جمال للإنسان والعمل والقيم والحياة حسن تواصل , فيغدو النسج تلاوين بهاء من نضارة , لكأنها في تراحم الود , وتباشير هذا الاغتباط النبيل شرانق من حرير تشدو بها الألسن كلمات أساسية في رجاحة تقدير , وثبات العاطفة السامية , إذ كل خير في فلاح أكان في الشكل أم في المضمون ضمن مدارات الحضور الواعي هو غنى للإنسان والحياة فلا توعر ولا ضيق في مسلك يقيد بوح لسان في فضل ولا صقيع يلتحق نفساً انكمشت إعياء في تقدير غيرها وقد أتعبها قصر بصر في رؤية أمام اتقاد اجتهادات ذاتية الإبداع على مد بصيرة . ألا ما أجمل ذاك الاغتباط ! وقد اعتمر صاحبه يداً خضراء تكافئ, ويداً بيضاء تعطي وقد طوت كشحاً عن يد سوداء تمنن وغالباً تتجاهل وقد أقعدها بُهر في معاناة وهن لجفن أثقله تطلع يقارب دفء موقف هو موقد ود إلى ود ما بين إنسان وتميز عمل ومعنى سلوك حيث اليباس يستحيل كل نضارة , وقد نهض كل قعود صوب الحياة . فالدفء طمأنينة صدق في تجذر كل جمال يلامس جذوراً ضاربة في مهاد كل أصل , ومكين كل أصالة .

نزار بدّور

المزيد...
آخر الأخبار