عدسات للسمك الفاسد وحقن للفروج بالمياه و تلوين للحوم الحمراء و(أصنص) في دبس الرمان و دبس البندورة و قشدة منتهية الصلاحية وسميد مخلوط بالمعكرونة المطحونة , و…و… وغيرها الكثير من حالات الغش التي نقرأ عنها بشكل شبه يومي في الصحف المحلية و في وسائل التواصل الاجتماعي….
ونحن على ثقة تامة أن ما خفي أعظم وأن السوق المحلية تغرق بالمنتوجات المغشوشة و غير المطابقة للمواصفات و هو الأمر الذي يضع مئات إشارات الاستفهام لطرفي المعادلة الأقوى التاجر و الجهات الرقابية ,فإذا غفلت الجهات الوصائية يوماً بحجة ضغط العمل الكبير في ظل توسع الأسواق بشكل غير نظامي و انتشار المحال غير المرخصة …
فهل يبيح هذا (التغيب) – إن صح التعبير – لبعض التجار أن يتبعوا كل الأساليب في ابتكار طرق عجيبة للغش و البحث عن الثغرات القانونية للتبرير و التدبير … بهدف تحقيق الربح الأسرع و الأكبر على حساب صحة المواطن دون أي وازع من ضمير يبدو أنه يغط في نوم عميق ..والأخطر أنهم يشغلون وقتهم بالبحث عن الحلول الملتوية للهروب و التهرب من الالتزام الأخلاقي بالقانون بحجة ظروف الحرب …
بعيداً عن التعميم و عن وجود تجار شرفاء في وطننا كانوا و مازالوا سنداً متيناً نشاهد يومياً تجار يتفننون بنشر بضائعهم غير الصالحة للاستهلاك البشري و الدليل عشرات الأطنان التي تضبطها عناصر الرقابة من خلال جولات تفتيشية و ضبوط تموينية نقرأ عنها في تقارير سنوية أو ربع سنوية أو يومية تكون فيها المخالفات بالمئات ..
و هنا.. لانبرئ أصحاب المحال من مسؤوليتهم عن صلاحية المواد الموجودة عندهم – وربما بعضهم يشتريها بسعر أرخص عن سابق إصرار وترصد- ….
لكن التساؤل المطروح هل يتم تتبع مصدر هذه المادة و ملاحقة ومحاسبة (المنبع ) ..؟!
يبدو اليوم أننا في حالة حرب من نوع آخر أشد و أكثر ضراوة وهي محاربة المفسدين و من يعاونهم من أهل الخبرة و الدراية بالدهاليز و الخفايا …
ولئلا نبقى كمن يدور في حلقة مفرغة ..فإن المطلب الأساسي أن يكون شعار (غذاؤكم ترعاه أيد أمينة) هو المحور و ألا تكون صفة الأمانة مفقودة أو قابلة للتغيير بأي صفة أخرى مغايرة للأمانة …
هنادي سلامة