الروح الإنسانية ملحاحة، لاتبيد..وتبقى تلوب على مايروي عطشها للنقي الصافي رغم ما علق بينابيعه من أوضار عبر عصور الجهل. وتحنّ إلى فطرتها السليمة السامية..و مادمت – وأنت عاشق النغم _ تهرب من سماع أغنية تهيج أحزانك.. ولألحانها فعلُ نصلٍ من حنين يحزّ روحك.. فأنت في سعي لتبقى هذه الروح في كامل أبّهتها..
لا أحد عاقل يقدر على التغاضي عمّا فعلته المدينة الراهنة السوقية (بنت السوق ومنجزه المتليف) بفطرة روحها ..ومصادرتها لطفولتها ..لا أحد معافى وجدانياً يستطيع إلا أن يشمئز من عقل مشبّع بالجحيم يغتال هذه الروح ..على حساب (اللاعقل)بحسب وصف عتاة المادة لكل الروحانيات وإلإرث الذي ينعشها ..وهذا يحيلنا إلى ما نبع من الشرق ذات يوم من اللاعقل النبيل هذا، والذي يصب في الروح (الخرافة، الأسطورة..) من أجل العقل ، أي جعل الحياة هنيئة مريئة، بينما الحضارة الحديثة،رغم منجزاتها العظيمة وفضلها على تطور الحياة المادية على هذا الكوكب ..فإنها حضارة السوق الكونية وتسليع الانسان ..حضارة الحروب ووحشية لوردات المال .وتجار الحروب …حضارة الصناعة والسخام والبلاستيك والايدز والصهيونية، قد وظفت العقل في خدمة اللاعقل (الحرب ، المجزرة، والعدوان على الشعوب المستضعفة ) ..
ولا نظنّن أن اغتيال الروح سينجز حتى لو تبدّى الآن بمظهره الصارخ، فالأرواح التي تبحث عن معاني الجمال تصرخ ..وهذا يعني أنها ترفض الموت والقبح …ولكن ؟؟أن تصل الأمور إلى مبتغاها الأقصى …ستنتفض الروح الجماعية في لحظة يأس وعطش ..وتخطّ طريقها إلى حيث مواردها النبيلة، لأن الروح ملحاحة .صباح الخير إلى كل ذي روح نبيلة .
غادة اليوسف