إن كان الكذب ينجي فالصدق أنجى ،هكذا يخبرنا التاريخ وأحداثه المختلفة فقد يلجأ البعض للكذب ، لتحقيق مصالح لهم ، لكن مع مرور الوقت تظهر الحقيقة بكل تفاصيلها.
لنعد للأول من شهر نيسان الجميل الذي يكسب الطبيعة الجمال والروعة ويعتدل المناخ , لكن سرعان ما نفسد هذه النعمة بأكاذيب مؤذية, علينا أن نساير الطبيعة في روعتها وبث أجواء الفرح والانشراح, فكذبة أول نيسان لا أصل لها واضح ولا تاريخ محدد للبدء به ولا أين بدأ غير إن الشائع أن منشأ هذا التقليد في فرنسا حيث كان الناس يعتمدون التقويم الذي وضعه سنة ١٥٦٢ الملك شارل التاسع ، وكانوا يحتفلون برأس السنة ابتداء من ٢١ آذار وفي الأول من نيسان كانوا يتبادلون هدايا السنة الجديدة ولكن مع اعتماد التقويم الذي وضعه البابا ( غريغوري الثالث عشر) في نهاية القرن السادس عشر ، أصبح الأول من كانون الثاني هو رأس السنة، ولكن بعض الجماعات ظلت على التقويم القديم ،فصار الآخرون يسخرون من احتفال هؤلاء برأس السنة في الأول من نيسان ، ويطلقون النكات عليهم ويرمونهم بالأكاذيب على سبيل الدعابة، كما صاروا يسمون من يكون ضحية الكذب في هذا اليوم بـ( سمكة نيسان).
إلا أن هناك وجهة نظر تقول بأن أصل كذبة أول نيسان تعود للهند ، حيث يحتفلون في ٣١ آذار بعيد ( هولي) وفيه يقوم بعض البسطاء بمهام مضحكة وكاذبة على سبيل اللهو والدعابة والخلاصة أن تقليد كذبة أول نيسان جاءت من الغرب ، ما عدا اسبانيا التي لا تحتفل به لأن هذا اليوم يصادف عيد أحد القديسين عندهم وكذلك ألمانيا لأنه يصادف عيد ( أوتوفون) بسمارك موّحد ألمانيا وهكذا أصبح هذا اليوم عندنا كما هو عند غيرنا مناسبة للكذب الأبيض ، فلا ينبغي بحال من الأحوال أن يحوله البعض إلى كذب أسود.
خديجة بدور