“هدب الخواطر ” مجموعة قصصية على شكل خواطر مع كتابات نثرية وجدانية صدرت لـ” توفيق اسكندر” العام الماضي وهي شكل من أشكال الأدب الذي تسبح فيها الروح في غياهب الكلمات والحروف المؤلمة ، كُتبت قصصها على شكل خواطر بالإضافة لكتابات نثرية متفرقة ، وُفق الكاتب باختيار العناوين القصيرة الدالة لتكون عتبة نصية للموضوع.
تخاطب قصة (ليل الحكايات (،حلما يٌترك وراء الإنسان الذي يفني عمره بالحلم ثم يحاول عند استيقاظه أن يتمسك بأهداب الحلم الماضي مع توالي السنين رافضاً أن يتقبل الواقع المؤلم مشجعاً على المضي قدماً للتمسك بالحلم.
أما قصة (هواجس متمردة ) عبرت عن شوق الكاتب لحبيبته وتعلقه الدائم بها (رغم البعاد لن أغيب وفي كل ابتعاد أترك الروح معك ، لن أغيب ص 29) .
استوقفتني قصة (لهفة صادقة) قصة الطبيبة البعيدة التي تقف في خط الدفاع الأول لمرض الكورونا وكيف أصيبت بالمرض نفسه ولم تبخل بكلمات الحب رغم المرض الذي حاولت أن تخفي معالم ضعفها بسببه ، قصة رغم قصرها عبرت بكلماتها القليلة الدالة على المعنى ، قصة يبكيها القلب من فيض المشاعر الحزينة عن معاناة الأطباء من هذا المرض قبل المواطن …( حاولت أن تبتسم لكن غصة البكاء عاجلتها ..هربت منها بافتعال ضحكة صغيرة ووعد على الوفاء بعهد سابق ص 54) .
كما كتب عن الشهيد وأم الشهيد التي تذرف الدمع حزنا وفراقا على ابنها وزوجها فأبدع في الوصف بكلمات معبرة قوية وسهلة الفهم غير معقدة ، رغم شعوره الحزين تجاههما فلا يوجد كلمة واحدة على حد تعبيره تستطيع التعبير عن تضحية الشهيد وتعطيه المعنى السامي والحقيقي لعطائه (أصحاب الكرامات أنتم ، منكم القوة وبكم نقوى على طول الزمان ص 88) .
عمل أدبي يفيض بالمشاعر والحزن ، وبشكل غير مباشر لامس البطل الواقع الذي نعيشه وكان وكيلاً عن كل فرد منا لنكتشف أن هناك حبيبة يعشقها ولكنها غير موجودة وأنه يتألم على فراق الأحبة كغيره من الناس ولكن بصمت رهيب .
عبير منون