تحية الصباح .. المدرسة انتماء

درجت إرادة التعليم عبر عراقة الأعصر , وتتالي الأجيال أن تتشرب مهاد النفوس حروف القراءة والكتابة عبر ثنائية مرسل ومتلقٍ . أكان ذلك زمان الشفاهية حواراً ومناقشة في حلقات أو أحاديث تسرد على مطالع دروب في ذكريات سفر , أو مطارحات علوم وتبادل أشعار وحكم على مطلول مجالس فكر أو تعليم على ضفاف أنهر زمن المشائين , كما الحال عند الإغريق أو غيرهم من رؤى ضمن تجارب الشعوب والغاية من كل ذلك توكيد فاعلية الإنسان حضوراً في الحياة وتفاعله وجوداً بنيوياً مع غيره . وعبر المدى تآخت خيوط الإبداع والابتكار لتأتي عبر اللغات ألفاظاً وجملاً وتراكيب أقمشةً تختزن في طياتها ألف محتوى ومحتوى في كل علم وفن ليغدو الوعي نتاجات , بذارها فكر و أفكار هي صدى لكل مقدح ذهني في ألمعية ابتكار وفطنة نباهة في سعادة وعي لهاتيك البذار في حقول التجارب التي متسعها يفتح ذراعيه للخاص والعام هي لتبادل معارف وخبرات لتغدو لاحقاً على امتداد وتعاقب الزمن ثقافات تتعدد لتكون روافد تغني بأمواهها فرح كل خير ولتكون بضفافها مصاطب لكل جمال يتبرعم الزهر ثغوراً تتفتح و أكماماً تجود بالندى فيلثمها شعاع الصباح بأنواره لتصير لآلئ , نضارة بريقها نبوغ الطبيعة في سحر جمالها , وغنى وعي الثقافات في حسن تثاقفها خيراً للإنسان وليس صداماً عبر حيثية ذهنية منغلقة لا ترى ذاتها إلا في استدارة كينونتها فحسب . إنها المعرفة زاد الكائن النوعي « الإنسان » وهو يتجاوز استهلاك الحياة ليكون منتجاً فيها في فساحة عمره سلالة بشرية يعلي البنيان ويرفع صروح الوعي معارف وخبرات وعلوماً وفناً وبناء وسؤدداً شامخاً على جبين أناقة الشرف الرفيع في محيا يفيض نضارة نوراً على نور ما بين إشراقة في شمس وضياء في قمر . هي المعارف في وعي الحضارة مؤسسات وفي نبالة العلم مرتكزاً أساساً عبر « المدرسة » مؤسسة رسمية التي في جمال التربية تغدو علماً ودراسات و أبحاثاً هي المؤسسة التي تنوب عن المجتمع في تعليم الناشئة و إكسابهم المعارف والعلوم والخبرات والمهارات بغية إعدادهم للحياة ليكونوا على مطالع شرفات إطلالاتها سيوفاً حداداً وفتية أنجاداً وكثيراً ما جاءت المدرسة في الثقافة التربوية تعريفات تختزن سعة ثقافية من رؤى وتجارب وابتكارات وواقع تطبيقي لدلالة المدرسة انطلاقاً من دورها المركزي لأنها تاريخ تجدد ما بين معرفة وتكوين وتربية بكل ما تعني تلك الكلمات من حقول وحقول في غنى العلم وثراء الفكر التربوي والسياسات العليا لأهداف التربية على مستوى الدول والشعوب و الأمصار والبلدان ومراكز البحوث والتقويم والقياس والوزارات تنفيذاً وترجمة لما هو لصالح الإنسان والمجتمع والأوطان الطافحة بالحضارة الخيرة في مواجهة كل تخلف واستبداد واستعمار وانغلاق.
إن المدرسة منظومة علوم ومكين اختصاصات ونسج متكامل من نظريات وقوانين وتعليمات وخبرات ومهارات و أنشطة وطرائق غايتها النهوض بالمجتمع وهدفها الأول المتعلم. لذلك فيها التعليم والتعلم تربية في العمق والقوانين والأنظمة والكياسة في توكيد الوقار والهيبة لها ومشاريع تحاكي العقل والوجدان تكامل قدرات وتنمية ميول واتجاهات وتفعيل مهارات صوب الحياة .
هي المدرسة أصالة الحضور ضمن عمل دؤوب لحمية لأصالة الرسالة وفق منطق التعبير عن القيمة والقامة في تفعيل الطرائق ومحاكاة الأنماط وتعميق العمل التشاركي والمبادرات والمشاريع ضمن وعي مؤسساتي لا محلول فيه ولا تسليع في أداء و إنما طهارة النبل في مساكب مشارب العلم ومناهله حيث ألا حبذا صحبة المكتب في زماننا صحبة المدرسة أسرة ومؤسسة ومركز إشعاع عبر بناة الأجيال والعاملين جميعاً في رسالة النهوض الراقي عبر آفاق الحضارة الإنسانية الرائدة .

نزار بدور

المزيد...
آخر الأخبار