صوت العروبة …الجلاء عيد الوطن..

في السابع عشر من نيسان يتعالى مجد الوطن وتعود للذاكرة ملاحم العزة والكرامة والبطولات التي سطرها أبطال الاستقلال  ونسجوا بصمودهم أروع المواقف، فكان الجلاء صفحة ناصعة في تاريخ شعبنا ,ووثيقة شرف كتبت بدماء الشهداء الذين قدموا حياتهم عربون محبة ووفاء للأرض والشعب .

لقد أسس السابع عشر من نيسان لزمن الانتصارات التي كتبها شعبنا وجيشنا بأحرف من نور في سجل النضال الوطني عبر تضحياتهم وبطهر دماء الشهداء الأبرار الذين أناروا طريق الأجيال لبناء مستقبل يليق بأرض الأبجدية الأولى.

في السابع عشر من شهر نيسان من كل عام يحيي شعبنا  ذكرى جلاء المستعمر الفرنسي عن أرض الوطن بكل ما يعنيه هذا العيد من فخر واعتزاز بالتضحيات الجسام التي قدمها الأجداد والآباء في سبيل نيل استقلال وحرية البلاد معمدا بالدماء الطاهرة لأبناء بلد عزيز سيد بوحدته الوطنية وقراره المستقل .

منذ السابع عشر من نيسان عام 1946 انطلقت مرحلة تاريخية جديدة سطرها أبطال سورية الشرفاء و رجالاتها المجاهدون بمداد من دم وإرادة وعزيمة لا تلين ليصل السوريون بعد رحلة من النضال والتحولات الجذرية والعمل الدؤوب لبناء سورية الحديثة بمختلف مجالاتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية والثقافية دون أن تغفل عيونهم  لحظة واحدة عن رسالتها القومية ودورها الأساسي في توحيد الصف العربي متخذة من فلسطين بوصلة دقيقة توجه جل خياراتها النضالية.

في ذكرى الجلاء  يتجلى الدور الوطني المميز لقواتنا المسلحة الباسلة ،والتي بفضل تضحياتها ستظل سورية منبع التاريخ و صخرة المجد والقلعة الحصينة التي تحطمت عليها المؤامرات والمخططات,‏ فجيشنا الباسل  سياج الوطن المنيع صان الاستقلال وحافظ على وحدته الوطنية وأمنه واستقراره بالنضال والتضحيات, وروى تراب الوطن بدمائه الزكية العطرة وأظهر الروح القومية والوطنية التي تجلت في كل شبر من أرض الوطن ,دافع بكبرياء وشرف عن وحدة بلادنا , فكان الثمن قافلة من الشهداء الذين استشهدوا في مواجهة قوى الغدر وكل من تربص شراً بسورية.‏

بعد 76 عاما على جلاء المستعمر الفرنسي تظل الدروس التي رسخها هذا الإنجاز الوطني حاضرة في أذهان كل السوريين فمدرسة الجلاء رسخت أساسات متينة للوحدة الوطنية كما رسخت عظمة التضحيات التي تبذل للدفاع عن الوطن ولأن هذه الدروس ما زالت باقية يواصل شعبنا وجيشنا الباسل بكل ثبات وعزيمة مواجهة الحرب العدوانية الإرهابية لتمضي سورية نحو نصر مؤزر على المتآمرين والأعداء .

تمر الذكرى  76 للجلاء وثقتنا بجيشنا تزداد ويقيننا بالنصر يتحقق عبر دحر الإرهابيين وداعميهم بدعم وتكاتف من جميع أفراد الشعب السوري وتماسكه والتفافه حول جيشه وقيادته الحكيمة والشجاعة,فجيشنا البطل  يخوض اليوم ببسالة معركة الشرف والكرامة ليقول للعالم إن الأرض التي أنجبت أبطال الجلاء وتشرين التحرير مستمرة بإنجاب الأبطال المؤمنين بأرضهم وهويتهم والقادرين على حماية وطنهم واستقلاله وسيادته.‏‏‏

إن ما عجز عنه المتآمرون في السابق لن يتحقق اليوم لأن السوريين يعرفون عدوهم جيدا ودماء الشهداء التي روت تراب الوطن  منذ دخول المحتل أرضنا حتى تحقيق الاستقلال مرورا بحرب تشرين التحريرية وحتى يومنا هذا هي نفسها تمتزج في خندق واحد لمواجهة المؤامرة التي تستهدف سورية ودورها الوطني والقومي .

جيشنا البطل  يتابع  مسيرة الأجداد والآباء الذين صنعوا الاستقلال بتضحياتهم وتلاحمهم وصانوا سيادة سورية ووحدة أراضيها عبر مواصلة مهامه الوطنية في ملاحقة فلول العصابات الإرهابية التكفيرية حتى القضاء عليها ليكون الجلاء الجديد انتصاراً على قوى العدوان ومرتزقتها على اختلاف مسمياتهم,, فسورية التاريخ والحضارة لا تعرف الهزيمة والانكسار .. أنجبت رجالا يسطرون تاريخا من الصمود والانتصار في صفحات هذا الوطن فالأرض باقية والغزاة يرحلون.

تحية الإجلال والإكبار لأرواح شهداء الاستقلال الأطهار، الذين صنعوا مجد الاستقلال بدمهم ولأرواح شهداء الوطن المدافعين عن مستقبل سورية في مواجهة قوى الإرهاب والتكفير والظلام وتحية لجيشنا العقائدي الذي يخوض أنبل المعارك لأجل سورية وسيادتها وعزتها .

 

 

المزيد...
آخر الأخبار