الأحمر القاني سيزهر جلاء جديدا..

 تغنى الشعراء بجلاء آخر جندي عن أرضنا الطاهرة ولكل طريقته في بناء قصيدته ،وجميعهم أشادوا بالتضحيات الجسام التي صنعت النصر ،وسأتناول في هذه المادة قصيدتي الشاعر المعروف محمد سليمان الأحمد وهو يوجه نصه للشام وأهلها بمناسبة جلاء آخر جندي فرنسي عن أرضنا كتبها عام ١٩٤٦ومثبتة في كتاب تناول حياته كتبه الصحفي زهير مارديني بعنوان: (بدوي الجبل حكاية شاعر مع نماذج مختارة من شعره ) نشر عام ١٩٩٧ .كما سأتناول في هذه المادة قصيدة الدكتور عبدو مسوح بعنوان من وحي الجلاء منشورة في كتاب أعماله الكاملة المعنون بـ :(ينبوع المحبة) طبع عام ٢٠٠٠ قبل وفاة الشاعر بأربعة أعوام .

البداية مع الشاعر محمد سليمان الأحمد الملقب بـ :(بدوي الجبل) يخاطب حال الشام قبل الجلاء وبعده وكيف استحال الأحمر القاني إلى نصر مجلجل فيصف المعركة الأخيرة مع العدو الفرنسي ، ويصور الشاعر في قصيدته الطويلة كل مراحل المعركة الأخيرة التي أجبرتهم على الرحيل فيقول واصفا شهداء سورية :نحن للغوطة في الجلى فدى /ولهذا الكحل في العين فداء سقت الجرحى فلم يظمأ فتى/ رشف الكوثر من هذا السقاء/ شهداء الحق لا أبكيكم /جلت الغوطة عن ضعف البكاء/ .

 ثم يكمل الشاعر حديثه عن تضحيات شعبنا  فيقول في الشام : /جمرة الحق فسبحان الذي صاغ/ هذا الجمر من ظل وماء/ أيها الدنيا ارشفي من كأسنا/ إن عطر الشام من عطر السماء/ انتزعنا الملك من غاصبه/ وكتبنا بالدم الغمر الجلاء/ كلما جندل منا بطل/ زغردت في زحمة الهول النساء/.

وقد خبرت السوريات هذه المشاعر حين ظلت طيلة فترة الحرب يتلقين التهاني باستشهاد أبنائهم فرغم الألم يطلقن الزغاريد .والقصيدة طويلة ينهيها الشاعر البدوي بالإشادة بتضحيات الشهداء وتهنئة الشام بهذا النصر العظيم .

أما قصيدة الشاعر الحمصي الدكتور عبدو مسوح في عيد الجلاء المثبتة في أعماله الكاملة بتوثيق زمن كتابتها عام ١٩٥٠ يطالب في قصيدته هذه أن يرهف الجيش السيف في وجه الفرنسيين للذود عن العرض والأرض فيقول:أرهف السيف يا أخي وامتشقه ولتكن في دنا الوغى سفاحا ليس عارا إن انتضيت حساما ..إنما العار أن ترى مجتاحا.

 ثم ينتقل للافتخار بماضي العرب الزاهر بقوله:خبر الغرب عن مفاخر عرب يوم كنا بليلهم مصباحا يوم كانت تشق بحر الدياجي نهضة العرب غدوة ورواحا .

وينتقل الشاعر للحديث عن التضحيات الجسام فيقول:/مهر المجد عزة ومضاء/ والمنايا شكيمة وسلاحا / خسئ الذل ما رضخنا لطاغ / أو وردنا المعين إلا قراحا/. الشاعر هنا يذكر بالمهر الغالي الذي دفعه السوريون من دمائهم حتى تحقيق النصر . واليوم وبعد مرور 76 عاماً على ذكرى الجلاء ,وبفضل بطولات جيشنا الباسل سيتحقق جلاء جديد بطرد القوى الظالمة والإرهابيين عن أرضنا الحبيبة فلا يمكن لهذا الأحمر القاني إلا أن يزهر نصرا مؤزرا .

ميمونة العلي

المزيد...
آخر الأخبار
في ختام ورشة “واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر ‏والصغيرة”.. الجلالي: الحكومة تسعى لتنظيم هذه... سورية: النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الج... فرز الخريجين الأوائل من المعاهد التقانية إلى عدد من الجهات العامة أفكار وطروحات متعددة حول تعديل قانون الشركات في جلسة حوارية بغرفة تجارة حمص بسبب الأحوال الجوية… إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه الملاحة البحرية مديرية الآثار والمتاحف تنفي ما يتم تداوله عبر وسائل الإعلام حول اكتشاف أبجدية جديدة في تل أم المرا ب... رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من القطاعات القبض على مروج مخـدرات بحمص ومصادرة أكثر من 11 كغ من الحشيش و 10740 حبة مخـدرة "محامو الدولة "حماة المال العام يطالبون بالمساواة شراء  الألبسة والأحذية الشتوية عبء إضافي على المواطنين... 400ألف ليرة وأكثر  سعر الجاكيت وأسواق الب...