الأحمر القانئ يزهر نصرا وقصائد في عيد الشهداء ..

ألهم عيد الشهداء قرائح الشعراء فنبضت قصائدهم بمعاني الفخر والإجلال لتلك الدماء الطاهرة التي روت تراب سوريتنا منذ الاحتلال العثماني مرورا بالمستعمر الفرنسي وصولا إلى الحرب الظالمة التي لما تنتهي فصولها بعد.

  وقوافل الشهداء مستمرة حتى تحرير كل حبة تراب سوري ,فلا خيار أمامنا سوى النصر والتضحيات ،وقد وثق الشعراء مشاعر الفخر والاستعداد الدائم للتضحيات والبداية مع الشاعر محمد سليمان الأحمد(بدوي الجبل) يفخر بالأحمر القاني الذي استحال نصرا شامخا فيقول واصفا شهداء سورية :نحن للغوطة في الجلى فدى /ولهذا الكحل في العين فداء سقت الجرحى فلم يظمأ فتى/ رشف الكوثر من هذا السقاء/ شهداء الحق لا أبكيكم /جلت الغوطة عن ضعف البكاء .   

فالشهداء أحياء عند ربهم لذلك لا يحب الشاعر الرثاء فالرثاء للأموات وليس لمن يحيون في ضمير الأمة.

ويتقاطع هذا المعنى للشهادة مع قول عمر أبو ريشة مخاطبا الشام وهو يدعوها للتعالي فوق الجراح والفرح بالنصر:قد عرفنا مهرك الغالي فلم /نرخص المهر ولم نحتسب /وأرقناها دماء حرة /فاغرفي ما شئت منها واشربي وامسحي دمع اليتامى وابسمي/ والمسي جرح الحزانى ،واطربي. نحن من ضعف بنينا قوة/ لم تلن للمارج الملتهب.   

أما الشاعر عبدو مسوح فيرى أن التضحيات الجسام مهر الكرامة والأرض الطاهرة فيقول: مهر المجد عزة ومضاء / والمنايا شكيمة وسلاحا خسئ الذل ما رضخنا لطاغ/ أو وردنا المعين إلا قراحا.   

إذن لا وجود للذل مع النفوس الأباة والماضي المجيد طالما روح الأضاحي رقيب عتيد،فالشهداء حراس الفجر والنصر.

ويرى الشاعر الدكتور وليد العرفي أن دم الشهيد ملح الأرض ينصر القضايا المحقة دوماً فيخاطب دم الشهيد ويقول للشام : بدم الشهيد خلدت ما خلد المدى أكرم بمن أعطى وزف بغار والشمس تشرق قاسيون مدارها والشام خالدة بحفظ الباري.   

ويرى الشاعر يوسف حنون أن الكلام مع الغزاة لا يكون إلا بالرصاص والخلد ينعم بالدماء الطاهرة التي تبذل رخيصة في سبيل النصر فيقول :خير الكلام مع الغزاة رصاصة /خلي حديث النار للأعداء/والله ما ضم التراب مجاهدا / إلا استفاض الخلد بالنعماء   .

وللشاعر المقاتل باسل الحارة قصيدة في الشهيد مدرسة العلم والخلود والنصر فيقول:إن الشهيد حضارة /فالمجد من إعداده إن الشهيد مكارم /فالطيب بعض وداده إن الشهيد ملاحم /فالنصر من عواده إن الشهيد مدارس /فالعلم في إسناده/.

من يتأمل هذه المعاني المفعمة بالقوة في قصائد عيد الشهادة يدرك أن الشاعر الحق لا يكتفي بعرض الصور البيانية الموزونة المقفاة ،بل يغوص في مفردات واقع مر ليكون ضمير الأمة وصوتها الجمعي الحر، بقصائد حارة حرارة الدماء التي أوقدتها بجمل خاطفة توقظ الوجدان ،فسوريتنا خالدة خلود الأبد وكما نردد دائماً سورية الله حاميها ومصانة دوماً بالتضحيات والدماء الزكية.    

ميمونة العلي

المزيد...
آخر الأخبار
في ختام ورشة “واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر ‏والصغيرة”.. الجلالي: الحكومة تسعى لتنظيم هذه... سورية: النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الج... فرز الخريجين الأوائل من المعاهد التقانية إلى عدد من الجهات العامة أفكار وطروحات متعددة حول تعديل قانون الشركات في جلسة حوارية بغرفة تجارة حمص بسبب الأحوال الجوية… إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه الملاحة البحرية مديرية الآثار والمتاحف تنفي ما يتم تداوله عبر وسائل الإعلام حول اكتشاف أبجدية جديدة في تل أم المرا ب... رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من القطاعات القبض على مروج مخـدرات بحمص ومصادرة أكثر من 11 كغ من الحشيش و 10740 حبة مخـدرة "محامو الدولة "حماة المال العام يطالبون بالمساواة شراء  الألبسة والأحذية الشتوية عبء إضافي على المواطنين... 400ألف ليرة وأكثر  سعر الجاكيت وأسواق الب...