صدر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب (نظريّات في قفص الاتّهام)، تأليف: محمود نقشو يقع في 559 صفحة من القطع الكبير.
أهم ما جاء في الكتاب هو أنه بقدوم القرن التاسع عشر – ظهرت نظرية (التطوّر)على يد (داروين)، التي أسست لقاعدة أن الحياة صراع، والبقاء للأنسب أو الأقوى. حينئذ آمن الناس أن الوجود مرتبط بالقوة، وأن الصراع الحتمي على البقاء لا يسمح بالتفريق بين وسيلة وأخرى فليست العبرة بنوع الوسيلة، لكن بضمان النتيجة، وتحقيق الغاية التي هي البقاء بحد ذاته، وهنا تفاعلت (الميكافيللية) مع (المالتوسية)، و(الداروينية) في المشهد الحديث للعالم.
وفي مكان آخر قدم الألماني (ماركوس غرابكا) تعريفاً مهماً وخطيراً لهذه النظريات حينما قال: ما يُعرض بموجب (العولمة) هو تحويل العالم إلى مركز تجاري كبير، إذ يمكن شراء الهنود هنا، والنساء هناك، وربما الأطفال والمهاجرين والعمال، وحتى بلد بأكمله مثل المكسيك! النظريات الشريرة تاريخ من التحيّز الفكري للسيطرة على العالم.