الوحدات الإرشادية بين الواقع والطموح .. عدم تحديث ميزان الأراضي يحرم المزروعات الإستراتيجية الاستفادة من خطط الإرشاديات الزراعية
« خضرا يا بلادي خضرا .. ورزقك فوار » كم تغنى الفلاح بهذه الأغنية فأعطى أرضه جهده وتعبه وعرقه لأنه يعلم أن الأرض سترد له الخير مضاعفاً …
يشعر الكثير من الفلاحين بغياب دور الوحدات الإرشادية , فقدوا الثقة في قدرتها على إيجاد الحلول المناسبة للصعوبات التي تعترضهم خلال العملية الزراعية وتقديم الدعم اللازم لهم في الوقت المناسب , وبالتحديد خلال السنوات الأخيرة ونتيجة للعوامل الجوية ازدادت الأمراض التي تصيب الأشجار , وبالتالي خسارات كبيرة لحقت بالفلاح على مختلف الصعد .. وشعر أنه بمنأى عن اهتمام الجهات المعنية في الأوقات الحرجة التي يمر بها ..
استطلعنا آراء الكثير من الفلاحين وفي مختلف قرى الريف التابع لمحافظة حمص , حول الخدمات التي تقدمها الوحدات الإرشادية ومدى تفاعلها الحقيقي مع الفلاحين وتقديمها الإرشادات والنصائح في الوقت المناسب والجولات الحقلية التي من شأنها الكشف المبكر عن وجود الأمراض والتي من الممكن تدارك خطرها قدر المستطاع …
تركزت آراء الأغلبية على ضعف أداء الكثير من الوحدات الإرشادية وأنها لا تقوم بعملها على الوجه الأكمل بل تكتفي ببعض الندوات , وقليل من الجولات الحقلية وان نفذت تلك الجولات فتكون « لا فائدة ترجى منها » عند الكثيرين .. في حين رأى البعض أنها تقدم بعض الخدمات للثروة الحيوانية وعمليات الإحصاء التقليدية للمحاصيل …
وهناك من قال إن بعض الإرشاديات تتعامل بالمحسوبية والقرابة على حساب الكثير من الفلاحين وخاصة فيما يتعلق بتوزيع المنح الزراعية المقدمة من بعض المنظمات الدولية « شبكات الري مثلا » , كذلك بالنسبة للمعونات الزراعية وقروض التنمية التي لا يسمع عنها إلاالقلة القليلة من الفلاحين ممن لديه قرابة أو صداقة مع موظف في الإرشادية ., كما تحدث البعض عن عدم فعالية الأدوية الزراعية في القضاء على الأمراض …وكانت حصيلة جولتنا الآتي :
الوحدة الإرشادية في الريان
أكد لنا معظم الفلاحين الذين التقيناهم في هذه المنطقة أن التعاون جيد ما بين الوحدة الإرشادية والجمعيات الفلاحية ومزارعي القرى التي تتبع لها حيث أكد جورج عسكر رئيس الجمعية الفلاحية في الفحيلة أن الوحدة الإرشادية تقدم جميع الإرشادات للفلاحين لإتباع أسهل الطرق وأكثرها فعالية في مكافحة آفات المحاصيل أو الحشرات وكذلك الإرشادات المتعلقة بتنمية المرأة الريفية كل ذلك يتم بتنسيق كامل وجيد وكفريق عمل واحد .. للإشراف على كافة العمليات الزراعية وكذلك منح الترخيص الزراعي لجميع الجمعيات الفلاحية للحصول على السماد والتعويض عن الأضرار التي تلحق بالمحاصيل في حال حدوث كوارث طبيعية .
المهندس فراس عطالله نائب رئيس الوحدة الإرشادية في الريان قال : يقسم عمل الوحدة إلى قسمين أولهما يتعلق بالإنتاج النباتي حيث يقوم مهندسون زراعيون بمساعدة الفلاح بحل المشاكل الزراعية التي يتعرض لها محصوله وإعطائه الحلول لمعالجة الأمراض الفطرية ومكافحة الآفات الحشرية وكذلك مساعدته في عمليات التقليم والزراعة والتسميد والري وكافة المشاكل الزراعية وما على الفلاح سوى التوجه للإرشادية وعرض المشكلة وهنا يقوم المهندس المختص أو المراقب بالتوجه إلى الحقول للمعاينة على أرض الواقع لمعرفة الآفة وتحديد المبيد الخاص بالمكافحة وفي كثير من الأحيان تكون المراقبة والإرشاد قبل ظهور الآفة ولا سيما أن هناك بعض المشاكل لها مواسم محددة ومن الأسلم التصدي لها قبل انتشارها ..
وأضاف : كما تقوم الإرشادية بجولات إحصائية من أجل إحصاء عدد الأشجار المزروعة ومساحات الأراضي والأنواع المزروعة فيها سواء كانت محاصيل أو خضار أو أشجار مثمرة وفي حال وجود ظروف جوية سيئة نطلع على نسبة الأضرار ويتم إبلاغ مديرية الزراعة بهذه النسبة ,فالوحدة الإرشادية هي صلة الوصل ما بين الفلاح ومديرية الزراعة .
وأضاف أما قسم الإنتاج الحيواني فيوجد في الإرشادية أطباء ومراقبون بيطريون جاهزون للتعاون مع المربي ومساعدته في كافة المشاكل التي تتعرض لها مواشيه من أبقار وأغنام ودواجن وطيور ونحل ..وتتنوع الخدمات ما بين معالجة وتلقيح وحملات بيطرية كما تقوم الإرشادية بإعداد جداول إحصاء للثروة الحيوانية في القرى التي تتبع لها وأكد م. عطالله : يوجد في الإرشادية / 5/ مهندسين زراعيين ومراقبين فنيين اثنين وكذلك مراقبين بيطريين اثنين يقومون بخدماتهم الإرشادية ومهمة التلقيح وتوزيع سموم القوارض والجرذان مجاناً ولا يوجد صعوبات إلا بعدم وجود وسيلة نقل وبذلك نضطر « الحديث مازال للمهندس عطا الله» للإعتماد على وسائلنا الخاصة أو الوسيلة التي يستخدمها الفلاح الذي يطلب المساعدة في الجولات الميدانية .
هذا وتعد زراعة اللوز والكرمة والزيتون من أشهر المحاصيل في المنطقة وقد اتجه بعض المزارعين لزراعة الفستق الحلبي ولم تعرف بعد جدواه الإقتصادية ولا سيما أنه يحتاج لحوالي 7 سنوات كي يعطي إنتاجه ، وهناك نسبة قليلة من القمح والشعير والخضار ..
في حديدة
د . أحمد أسعد – مديرالإرشادية تحدث قائلاً : يقوم مبدأ عملنا على تقديم الإرشادات للفلاحين في مجال الإنتاج النباتي والحيواني وذلك عن طريق القيام بجولات ميدانية ومتابعة الواقع الزراعي والمحصول وخصوصاً رصد الأمراض والآفات الزراعية التي تصيب محاصيل هذه المنطقة حيث تشتهر بزراعة القمح والشعير وأشجار الزيتون ..
واضاف : النشاطات تكون حسب الموسم ونوع المزروعات , حالياً نقوم بجولات إلى حقول القمح والشعير لمراقبة صدأ القمح وهو مرض فطري ينتشر في مثل هذا الوقت من العام وحتى هذه الفترة يعتبر الموسم جيداً ولا توجد إصابات تذكر وهناك تحسن فيه نتيجة تحسن الظروف الجوية بالإضافة إلى قيام الفلاحين باستخدام سماد اليوريا »..
وبالنسبة لأشجار الزيتون نقوم بجولات ميدانية لمراقبة مرض عين الطاووس الذي ينتشر في هذه الفترة و بتقديم النصائح والإرشادات للفلاحين بضرورة المكافحة عند حدوث الإصابة بشكل ملحوظ يستدعي القيام بعملية رش المبيدات .
يتبع للإرشادية 10 قرى وتضم كادراً من المهندسين والمراقبين الزراعيين وأطباء ومراقبين بيطريين يقومون بعمليات التحصين الوقائي ضد الأمراض التي تصيب الأبقار كالحمى القلاعية والجدري الذي يصيب أيضاً الأغنام وكذلك مرض « انتروتكسيميا « الذي يصيب الأغنام وهو ما يعرف بالتسمم الدموي ..
كما تقوم الإرشادية بحث الفلاحين على ضرورة مكافحة فأر الحقل وبشكل جماعي لتحقيق النتيجة المرجوة مع التأكيد أن السموم وهي مادة « فوسفيد الزنك » موجودة في الوحدة الإرشادية .
وأضاف : الصعوبات في مجال عملنا بالإمكان تذليلها , وهدفنا وهو خدمة الفلاح الذي يتعرض محصوله للكثير من المشكلات أولها العوامل الجوية ويتبعها ما أفرزته الحرب الكونية على سورية من غلاء في تكاليف الإنتاج وما يتعلق بأسعار الأدوية الزراعية وكذلك الأجور وهنا … لا نستطيع أن نقدم للفلاح سوى الإرشاد والندوات الحقلية على مدار العام كي يتفادى أي خسائر قادمة قد تلحق بمحصوله أو مواشيه.
في المحناية
د.منير العبد الله –رئيس الوحدة الإرشادية أكد أن عمل الوحدة يتضمن متابعة تنفيذ الخطط الزراعية في القرى التابعة للإرشادية والبالغ عددها /13/قرية وذلك عبر جولات شبه يومية من أجل متابعة وترصد الأوبئة والآفات التي قد تصيب المحاصيل الزراعية والتي من أهمها في المنطقة الأِشجار المثمرة وإقامة ندوات لفلاحي المنطقة لإرشادهم إلى الطرق السليمة في الزراعة وعملياتها ومراحلها وطرق الوقاية والمكافحة لأي مشكلة قد تصيب المحصول ، أما الشق الحيواني فيتضمن العلاجات والتلقيح الاصطناعي للأبقار والإحصاء وسبل تقديم العلاج للأمراض التي تصيب المواشي وأشار إلى وجود كادر مؤلف من /5/مهندسين ومراقبين زراعيين و/5/أطباء ومراقبين بيطريين ومع ذلك فهذا الكادر يعتبر قليلاً بالنسبة لعدد القرى التي يخدمها فكل قرية –عملياً –هي بحاجة لمهندس أو مراقب زراعي إضافة إلى أن التنقل بين القرى صعب حيث لا يوجد وسيلة نقل خاصة بالوحدة الإرشادية .
الوحدة الداعمة
في لقاء مع المهندس موسى الجردي رئيس الوحدة الداعمة في المحناية أوضح لنا آلية العمل وقال :تشرف هذه الوحدة على عمل الوحدات الإرشادية في المنطقة التابعة لها وذلك من حيث إقامة الندوات الزراعية والأيام والمدارس الحقلية –والمباريات الإنتاجية على مستوى هذه الوحدات ..كل ذلك وفق خطة سنوية وهذا العام /2019 /تم تحديد خطة النشاطات الإرشادية المقترحة في الوحدة الداعمة في المحناية حيث تقوم كل وحدة إرشادية بإقامة ثلاث ندوات ويومين حقليين ومن الجدير بالذكر أنه يتبع للوحدة الداعمة تسع وحدات إرشادية هي :المحناية –كفرام –رباح –القبو –فاحل –الغور الغربية –عرقايا – كفرلاها – تلدو .
هذه النشاطات تقام على مدار العام وتتضمن مواضيع لكافة المحاصيل الحقلية والأشجار المثمرة والإنتاج الحيواني والنحل والبيئة …
كذلك هناك نشاط ثقافي معلوماتي للمهندسين الزراعيين في الوحدات الإرشادية وللمزارعين ومربي الأبقار والأغنام والدواجن والنحل ..وندوات زراعية وتطبيق عملي وبيان حقلي ومن المهم أن يقام كل نشاط حقلي بالوقت المحدد للمحصول أو انتشار الآفة ويفضل قبل ذلك بفترة زمنية كي ينتبه الفلاح ويتلقى المعلومة الصحيحة وبالتالي استخدام الطرق السليمة للمعالجة وأضاف:كما تقام مباريات إنتاجية على مستوى الوحدات الإرشادية التابعة للوحدة الداعمة من حيث جودة وإنتاجية المحاصيل الزراعية والأشجار المثمرة أو الإنتاج الحيواني وهناك أيام حقلية مميزة تجتمع فيها كافة الفعاليات في المنطقة المختصة بالمجال الزراعي وذلك بإشراف ومشاركة من مديرية الزراعة واتحاد الفلاحين وأحياناً الموارد المائية ومؤسسة إكثار البذار ..
وأضاف : ضمن الإمكانيات المتوفرة نعمل جاهدين لتطوير الإنتاج النباتي والحيواني وكوحدة داعمة ولكي نقوم بعملنا على أكمل وجه ولا سيما أننا نقيم أكثر من 45 ندوة خلال العام فلا بد من توفر وسيلة نقل تساعد الفنيين والمراقبين في التنقل ما بين القرى والوحدات الإرشادية .
في الشعيرات
خدمات عديدة تقدمها الوحدة الإرشادية للفلاحين في هذه المنطقة وهذا ما أكده معظم من التقيناهم حيث يتبع لهذه الوحدة /11/قرية يستفيد فيها الفلاحون من الخدمات الإرشادية والخطط الزراعية وأدوية المواشي ولكن كانت هناك بعض المطالبات فقد أكد سليمان معروف رئيس بلدية الشعيرات على ضرورة تعديل الخطة الزراعية التي وضعت منذ أكثر من/20/عاماً ، فالفلاحون يطالبون بتوسيع الخطة كي تشمل مساحات أوسع مما هو محدد بـ/10 آلاف دونما ً فالأراضي الزراعية ازدادت فيها زراعة الأشجار وتنوعت ودخلت محاصيل استراتيجية جديدة كالفستق الحلبي وبالتالي يستطيع الفلاح أن يستفيد أكثر من خدمات الوحدة الإرشادية ويدخل كل ما هو جديد ضمن خططها السنوية .
وكذلك الأخذ بعين الاعتبار بعض الجرارات الزراعية « المنسقة » غير المسجلة ولم تحصل على البطاقة الذكية وبالتالي لا تستفيد من مادة المازوت المخصص للزراعة وهذه الآلية لا يستغني عنها الفلاح في عمله الزراعي .
المهندسة نوار إبراهيم رئيس الوحدة الإرشادية في الشعيرات قالت : تتبع الوحدة لدائرة المركز الشرقي والوحدة الداعمة في مسكنة يوجد فيها /34/ موظفاً مابين مهندسين ومراقبين زراعيين وأطباء ومراقبين بيطريين حيث يتبع للوحدة 11 قرية يشرف عليها 6 مهندسين زراعيين مع طبيبين بيطريين
يتم الكشف على الأراضي المزروعة باللوز والكرمة والزيتون وهي ما تشتهر به المنطقة وإعطاء الإرشادات المناسبة لمكافحة الإصابات الحشرية أو المرضية وتحديد المبيدات الكيميائية والأسمدة المناسبة .
ولدينا مرشد مائي يشرف على شبكات الري وآلية استخدامها ويوجد مهندس وقاية مهمته توزيع مادة فوسفيد الزنك لمكافحة فأر الحقل , وفي الشق الحيواني نقدم التحصينات الوقائية والعلاجية والتلقيح الاصطناعي للأبقار والمراقبة العامة على الدواجن ..
وأكدت : إن المعاناة هي معاناة للفلاح فالأراضي ضمن منطقة الاستقرار الرابعة تعاني من عدم تحديث ميزان الأراضي الذي وضع منذ أكثر من 15 عاماً ومهما كانت المزروعات ذات قيمة استراتيجية وإنتاجية عالية لا تدخل ضمن خطة الاستفادة من خطط الارشاديات الزراعية …
في عرقايا
تحدثنا مع رئيس الوحدة الإرشادية في عرقايا همام فياض عن الخدمات التي تقدمها الوحدة الإرشادية للفلاحين فقال : عمل الوحدة ينقسم الى شقين الاول نباتي حيث نتابع في هذا الجانب تنفيذ الخطة الزراعية , ولدينا زراعات متنوعة حيث نعتمد على زراعة القمح والشعير والعدس والبازلاء والفول , والأشجار المثمرة , ويتم متابعة الخطة الزراعية بالتنسيق مع رؤساء الجمعيات الفلاحية , حيث يتم تنظيم العديد من الندوات والنشاطات التي تتضمن ارشاد الفلاحين حول آلية العناية بالمحاصيل الزراعية والوقاية من الأمراض , ومكافحة فأر الحقل .
أما فيما يخص الأشجار المثمرة «الزيتون» نقدم ارشادات حول كيفية التقليم وكيفية مكافحة ذبابة ثمار الزيتون والفترة المناسبة للعصر ونصائح حول ضرورة عدم جمع الثمار المتساقطة من الزيتون على الأرض .
وأضاف : في الشق الحيواني نهتم بالثروة الحيوانية الموجودة في المنطقة من أغنام وأبقار وماعز ودواجن , وهناك كادر بيطري مختص يقوم بإعطاء اللقاحات الدورية ضمن حملات التحصينات الوقائية للجدري والحمى القلاعية التي قد تصيب الحيوانات ,ونوه إلى وجود حوالي (11) مدجنة مرخصة .
وأضاف : نعمل على تأمين مادة المازوت للمداجن و للجرارات الزراعية التي تعتبر أساس الخطة الزراعية , وعن صعوبات العمل قال : صعوبات العمل كثيرة وأهمها ارتفاع تكاليف الإنتاج , خاصة مع عدم توفر مستلزمات الإنتاج الزراعي مثل المازوت والأسمدة بأسعارها المرتفعة , إضافة الى مشاكل تسويق المحصول «القمح والزيتون والزيت « وخاصة بعد تعرضه للإصابة بالذبابة البيضاء وارتفاع نسبة الأسيد .
وأشار إلى أنه : من الضروري الحديث عن المنح الزراعية المقدمة من المنظمات الدولية , حيث تقوم مديرية الزراعة باختيار المناطق التي سيتم توجيه الدعم لها « شبكات ري – السماد – أكياس قمح ..مثلا وغيرها .. » من الإعانات الأخرى , وتمنى أن تقدم هذه الإعانات لمستحقيها فعلا وأن تشمل أكبر عدد ممكن من الفلاحين .
في رباح
الوحدة الإرشادية في رباح تقوم كغيرها من الوحدات بتقديم الإرشادات والجولات الحقلية للفلاحين كما أشار المهندس رواد السليم وخاصة فيما يتعلق بمحصول التفاح والذي يعتبر المحصول الأساسي لأهالي رباح وأوتان اللتين تتبعات لوحدة رباح الإرشادية وهناك الزيتون والكرمة والخوخ ولكن بنسب قليلة , وفيما يخص الثروة الحيوانية فهي قليلة جدا .
وأشار الى الصعوبات التي تعترض منتجي التفاح وارتفاع تكاليف الإنتاج والعوامل الجوية التي تؤثر على المحصول , وإلى أنه تم تعويض الفلاحين المتضررين نتيجة موجة البرد التي أثرت على موسم التفاح ..
في السنديانة
المهندسة ريم عاصي من الوحدة الإرشادية في السنديانة قالت : يوجد كادر متخصص في الوحدة الإرشادية يقوم بإحصاء الزراعات الموجودة عند الفلاحين, والثروة الحيوانية , وهناك من يهتم بنشاطات تنمية المرأة الريفية من خلال الندوات المتنوعة.
وأضافت : نقوم بزيارات دورية لحقول القمح للكشف عن الإصابة بصدأ القمح , وتقديم النصائح الضرورية للفلاح بهذا الخصوص باستمرار , وفيما يخص الشق الحيواني القيام بحملات التلقيح ضد الحصبة والحمى القلاعية للأبقار والماعز ..
تحسين المحصول
وحول برامج عمل الوحدات الإرشادية في ريف المحافظة كان لنا لقاء مع المهندسة عائشة عبارة –رئيس دائرة الإرشاد في مديرية الزراعة فتحدثت قائلة :
تتضمن دائرة الإرشاد في المديرية ثلاث شعب شعبة الإعلام –التخطيط – الشعبة الفنية يتم عبرها التنسيق لإعداد نشاطات الوحدات الإرشادية وتتضمن خطة عملنا 11 برنامجا ً إرشاديا ً للمحاصيل ذات « الميزة النسبية » على مستوى المحافظة أي المحاصيل ذات الانتشار الواسع والمردود الجيد كاللوز والكرمة والتفاح والزيتون والحمضيات والقمح وكذلك الثروة الحيوانية كالأبقار والأغنام والنحل والبيوت المحمية .
وكل برنامج من هذه البرامج يتضمن دليل المشكلات الفنية التي تعاني أو تتعرض لها المحاصيل او المحتمل إصابتها بها أو المرتقبة لأي ظرف كان ..
وهذه البرامج يتم إعدادها حسب تواجد المحصول في المناطق والغاية من ذلك رصد نسبة المشكلات على مستوى المحافظة وهذه النسبة تصدر من الوحدة الإرشادية والوحدة الداعمة إلى دوائر المناطق بعد ذلك يتم إعدادها بشكل نهائي في دائرة الإرشاد على مستوى المحافظة .
وأضافت : ترتب المشكلات في الدليل حسب نسبتها وبناء عليه يتم إعداد خطة النشاطات ( ندوات ، أيام حقلية ) مباريات إنتاجية ، دورات تدريبية ..)
إضافة إلى نشر التقانات الحديثة ( كل ما يساهم بمساعدة الفلاح في الارتقاء وتحسين محصوله)
وهذه الخطة يتم تنفيذها بالتعاون بين الفنيين في الوحدات الداعمة والإرشاديات والدوائر الفنية المرتبطة في بمديرية الزراعة .
وحالياً تم تنفيذ عدد من الندوات حول إصابات محصول القمح بآفة الصدأ رغم انه لا توجد ظاهرة أو مايعرف بالجائحة ولكن الغاية بداية هي التوعية حول تلافي هذه المشكلة عبر معرفة أسباب الإصابة وشكلها الذي يميزها عن باقي آفات المحصول وهنا لابد من توزيع نشرات تعريفية بهذا الخصوص ضمن الندوة .
وأضافت م. عبارة أما شعبة الإعلام فمهمتها توثيق النشاطات التي تقام في الإرشاديات إضافة إلى تنظيم بعض الأنشطة كإعداد منشورات ومطويات وإعداد لقاءات إذاعية مع المزارعين والفنيين في الوحدات تستهدف مناقشة بعض المشكلات في البرنامج الإرشادي إضافة إلى المشاركة في جميع الفعاليات التي تقوم بها مديرية الزراعة في جميع قرى المحافظة .
تقصير وإهمال من الفلاح
وفي حديث سابق لنا مع مديرية الزراعة بحمص عن ضعف دور الوحدات الإرشادية وعدم تواصلها مع الفلاح والقيام بجولات حقلية للتخفيف من انتشار الأمراض وبالتالي التقليل من الخسائر التي يتكبدها الفلاح نتيجة لانتشار الأمراض التي تقضي على المحاصيل كان الرد بأن فيما يخص الزيتون وما أصابه العام الفائت فقال: إن عوامل الجو وتكاثر الذبابة البيضاء أثرت في المحصول وهناك تقصير وإهمال من الفلاح في موضوع المكافحة التي في كثير من الأحيان لا ينتبه لها إلا بعد أن تنتشر وتتفشى وتصبح المكافحة غير فعالة ,والإرشاديات تقوم بعمل ندوات تشرح لهم كيفية الوقاية كما توزع لهم مصائد وبعض المكافحات الحيوية، وما حدث بالنسبة لموضوع الزيتون فكان من الواجب المكافحة قبل الإصابة ولم يكن بالإمكان التدخل بعد انتشار الإصابة وتفشيها.
منار الناعمة – بشرى عنقة