نقطة على السطر.. حالة تهرب

عبارة تنم عن أنانية مفرطة وبعد عن التعاون والتعاضد الإنساني وحالة تختصر الكلام في التهرب من مساعدة الآخرين .. مشكلتك مو مشكلتي … أسلوب جديد للتخلص من واجباتنا تجاه بعضنا البعض وقد درجت هذه العبارة وبتنا نسمعها هنا وهناك .. ومفادها أنك وحدك المسؤول عما وصلت إليه من مأزق أو معضلة ولامصلحة لنا في مد يد العون إليك .. بعض الناس يعيش لنفسه ولنفسه فقط ، إذ يظن أن ما وصل إليه من نجاح واستقرار هو من صنع يديه فحسب ولادور للآخرين فيه متناسيا ً نفسه عندما كان عاجزا يحتاج إلى دعم الآخرين .. أو تلميذا ً وطالبا ً يتدرج في مدارس ومؤسسات المجتمع مؤمن له عوامل النجاح والتفوق . هذه الإحاطة وإن كانت بدافع الواجب المهني إلا أنها تتضمن عوامل خفية تحركها للعطاء ومد يد العون للآخرين عوامل لاتنتظر أجرا ً أو ثواباً1§ لما تقدمه بل دوافعها إنسانية وأخلاقية في دعم الآخرين ولولا ذلك لكان المجتمع مجرد آلة تعمل بجفاف وخشونة ولا أنسنة فيها ولاحياة ، لأن العاطفة في العلاقات الاجتماعية أقوى من المنطق وهي التي تحقق الاستقرار النفسي في المجتمع .. فالمجتمع لاينمو ويزدهر بالأنظمة والقوانين وحدها بل بما يملك أيضا ً من قيم إنسانية ووجدان فردي يختلف من شخص لآخر ..وأخيرا ً فجميعنا يعرف أن الناس أصناف فمنهم من تكون معرفته جالبة للخير والبركة وهو فأل يسعد من حوله بما أتاح الله له من سعادة نفسه ونجاح في الحياة .. ومنهم من تكون معرفته سببا ً للشقاء والمتاعب ويكون شؤما ً على من يصادفه ، فتراه يرمي أعباءه على من حوله طالبا ً المساعدة في كل كبيرة وصغيرة فيصبح كيفما تحرك تحرك معه الهم والشقاء له ولمن حوله ..ومع ذلك فمن الصعوبة بمكان أن نقول له « مشكلتك مو مشكلتي .. »
يوسف قاسم

المزيد...
آخر الأخبار