اثنتان وعشرون سنة على رحيله ،ولكن هل رحل القائد المؤسس حافظ الأسد !! سؤال يحمل الجواب ,فالكبار لا يرحلون ..تغيب أجسادهم عن المشهد ،لكنّ أفكارهم وأعمالهم الجليلة لأوطانهم تبقى خالدة في ضمائر الناس وفي صفحات المجد والتاريخ التليد .
رجل عصامي…ضابط طيّار …وطني شهم وقوميّ بارز ,استطاع أن يدخل التاريخ من أوسع أبوابه …
“سورية يجب أن تخرج من دائرة الدول المتخلفة أو النامية “وسورية يجب أن تقود الكفاح ضد العدو الصهيوني , من كان مع فلسطين فهو معنا ،البوصلة هي تحرير فلسطين والأرض العربية المحتلة …أفكار واضحة ،كلمات نابعة من الأصالة ،من عمق المجد العربي والتاريخ العربي …خطاب وطني قومي …من دمشق على لسان قائد التصحيح في السادس عشر من تشرين الثاني عام 1970 ،وانتشر في أرجاء الوطن العربي والعالم .
لأول مرة منذ ثمانية قرون يأتي قائد عسكري وسياسي ليعلن أن فلسطين هي الأهم وهي الهدف والوسيلة ..فبعد القائد صلاح الدين الأيوبي لم تحظ فلسطين بمثل هذا الخطاب وهذا الحماس المتقد !!
من رحم معاناة الشعب اجتماعيا وسياسياً جاءت الحركة التصحيحية وخلال ثلاثين سنة من قيادته لسورية كانت سورية صاحبة قرار على الصعيدين العربي والعالمي .
من حرب تشرين التي سجلت أول انتصار عربي في العصر الحديث إلى وقف الفتنة في لبنان ومنع تقسيمه ..كان القائد المؤسس يتحدى المؤامرات والصعاب …يقول ويفعل .
ثلاثون سنة أوصلت سورية لحالة حضارية مرموقة على كافة الأصعدة الخدمية والتعليمية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية.
ترك لنا إرثاً حضارياً ونضالياً وسياسياً وعسكرياً …وجاء السيد الرئيس بشار الأسد ليكمل قيادة المسيرة.
الإرث الذي تركه لنا القائد المؤسس جعلنا ننتصر على المؤامرة الكونية الإرهابية ..وهذا الإرث المادي والمعنوي والفكري يجعلنا ننهض ونعيد إعمار سورية ..سورية طائر الفينيق ,والشمس التي لا يستطيع الأعداء مهما تكاثروا أن يصلوا إليها , شمس الحق والحرية والسيادة والكرامة العربية …والتحرير والتحرر ..المفردات التي تعلمناها من القائد المؤسس …وبها نهتدي ونسير خلف قيادة قائد الوطن.
العاشر من حزيران ذكرى رحيلك … ولكن أنت باقٍ في قلوب السوريين والعرب الشرفاء، طيّب الله ثراك…
عيسى إسماعيل