في كثير من بلدان العالم تتوزع مافيات منظمة لتشغيل المتسولين عبر قمع الأطفال المشردين وأبناء الفقراء وحشرهم في مسكن جماعي ثم إطلاقهم نهارا ً في شوارع المدن والأحياء لتسول المال وجمعه بأساليب ملتوية .
وقد سلط الفيلم الهندي ( المليونير الشهير ) الحائز على جائزة الأوسكار الضوء على هذه الظاهرة ، حيث يعرض طريقة جمع الأطفال المشردين في الهند وتشغيلهم في التسول واختيار صاحب الصوت الجميل منهم ، ليتم فقء عينيه من قبل العصابة ليتحول بذلك إلى ضرير يثير شفقة الناس بإعاقته ويجذبهم بصوته الجميل مما يسهل عليه عملية التسول .
واليوم وبعد حرب الإرهاب التي استهدفت بلادنا الآمنة ، تنتشر ظاهرة التسول في شوارعنا ، بعد أن فقد الكثيرون أعمالهم وأرزاقهم وهجروا من بيوتهم بسبب الإرهاب الأسود الذي استهدف البشر والحجر، لذلك يلجأ هؤلاء إلى تسول المال بدافع الحاجة والعوز والعجز ، أما بعض المستولين فقد اتخذوا من التسول مهنة دائمة لجمع المبالغ الطائلة ، ولا يستطيعون التخلي عن هذه المهنة رغم الثروات التي يملكونها لأنهم استسهلوا الحصول على المال واعتادوا على جمعه بأبسط الطرق رغم حالة الذل التي يعيشونها بشكل يومي .
إن مثل هذه الظاهرة لا تليق ببلد يتعافى ويبدأ مرحلة جديدة من الإعمار لذلك لابد من القضاء على هذه الظاهرة ودفع كل متسول قادر على العمل إلى امتهان عمل شريف يتناسب مع حالته أو إعاقته إذا كان معاقا ً ، أما من تسولوا لجمع الثروات فيجب ردعهم ومعاقبتهم لأنه يسيئون إلى أنفسهم وإلى بلادهم، ولايكفي الإجراء المتخذ حاليا ً باحتجازهم لأيام ثم إطلاق سراحهم ليعودوا من جديد إلى أساليب الاحتيال في جمع المال ، بل يجب مراقبتهم دائما ً وإلزامهم بأعمال شريفه تحفظ كرامتهم ، فهل نشهد قريبا ً شوارع مدننا خالية من التسول كما كانت سابقاً ؟ نأمل ذلك
سمر المحمد