نختم برنامجنا اليومي بعبارة “يدبرها الله الكريم..” عبارة بشرت بالخير الوفير هذا العام من خلال انخفاض أسعار معظم الخضار وتوفرها بكثرة في الأسواق بألوان وأشكال مختلفة منظر يثير اللهفة للتسوق ويفتح الشهية على مصراعيها تفترش المحال والأرصفة بأسعار معقولة بل زهيدة نسبياً بعد طول انتظار عانى خلالها المستهلك لهيب نار الغلاء وغلواء البائعين ..لكن ما يسعد المستهلك يثير الحسرة في نفس الفلاح بأحلامه التي طارت بين حسابات الحقل و حسابات البيدر ، الفلاح شريكنا الأكبر في رحاب الحياة الحبلى بالهموم و المتاعب ذلك الذي ورث أرضه عن أبيه بورا تأكلها الأعشاب و الأشواك و تملأها الصخور فسواها و حرثها و بذرها و شتلها بعرق جبينه تدغدغه أحلامه الوردية التي لم تأت هذا العام بما يحب و يشتهي ليخسر إنتاجه و يسقط فريسة اليأس جراء الانخفاض الكبير في أسعاره و الذي لم يعد يجلب همه بتكاليفه الكبيرة لنرى البعض ذاهبا لرمي إنتاجه من الخيار في النهر بعد أن تعثر تسويقه بين أخذ و رد ضائع بين من يرفض عملية تسويقه بنفسه و الذي برأيهم سيخلق ازدحاماً كبيراً في الأسواق كونه يعيق حركة المارة على الأرصفة والطرقات للبيع بشكل مباشر للمستهلك و بين من يعتبر تسويقه مباشرة صائبا لكن دون وجود إمكانية كافية لنقله إلى الأسواق نظراً لقلة البنزين و المازوت و غلائه في السوق السوداء كل ذلك كان حاضرا أمام السعادة التي لن تشرق في نفس المزارع هذا العام و لن يدغدغ الأمل الزاهي أحلامه و لن يثمر الصبر على التعب خيرا إذ لم يتحقق له حتى الاكتفاء الذاتي و ما زال يغالب اليأس و يبعده في رحلة حياة شائكة تذرى خلالها الآمال برياح عاتية…
عفاف حلاس