في ذكرى استشهاده.. الصحفي مصعب العودة الله جمع بين رصانة المهنة وثورة الضمير

في الذكرى الثانية عشرة لرحيله، لا يزال صداها يتردد: الطلقات الست التي أنهت حياة الصحفي مصعب العودة الله في بيته، لترسم نهايةً مأساوية لقلم كان أقسى على النظام من الرصاص.
من مسقط رأسه في نوى بريف درعا 1977، وحتى تخرجه من معهد الإعداد الإعلامي، شق مصعب طريقه بحبرٍ جمع بين رصانة المهنة وثورة الضمير.
تحول من كاتب في القسم الثقافي بـ”تشرين” إلى مراسل سري لوكالة أورينت، ثم إلى مسؤول تنسيقيات حوران، ناقلًا بأمانةٍ نادرة أنين أهله وصرخاتهم.
لم يكن استشهاده في 22 آب 2012 مجرد جريمة قتل، بل كانت رسالةٌ واضحة من نظامٍ لا يرى في الصورة والحقيقة سوى تهديدٍ وجودي، لقد قتله لأنه كان يصدح بالحقيقة التي أرادوا إخفاءها، ووثق بالصورة ما حاولوا طمسه.
نستذكر اليوم ليس فقط شهيدًا، بل إرثًا من المقاومة بالكلمة والصورة، نستذكر الأخلاق الرفيعة والتواضع النادر الذي عرفه به كل من اقترب منه.
ذكراه ليست للرثاء فحسب، بل للاقتداء؛ لتذكير كل صحفي بأن قلمه قد يكون آخر خندقٍ أمام الظلم.
إلى روحك الطاهرة، نرفع وعدًا: أن نُبقي حبر الأقلام نزيفًا جميلاً لا يتوقف.

المزيد...
آخر الأخبار