رأى الفنان تمام العواني في مستهل محاضرته الموسومة بـ:( انطباعات حول مسرح المونودراما)التي قدمها مؤخراً في مقر اتحاد الكتاب العرب أن استسهال المونودراما أدى لكثرة طلابها من كتاب وفنانين دون أن يكونوا أصحاب مشاريع إبداعية ،في حين المونودراما من أصعب الفنون ،تعتمد على ممثل واحد، مع مخرج وكاتب خلاق، وداعم مالي لتقديم عرض مسرحي مختلف يعيد جمهور المسرح إلى الصالة ،وأضاف العواني أن تمييز المونودراما من المونولوج يبنى على أن المونودراما هي مسرحية الممثل الواحد أي يكون الممثل مسؤولا عن إيصال رسالة المسرحية ودلالاتها جنباً إلى جنب مع عناصر المسرحية الأخرى، أما المونولوج الدرامي هو حديث توجهه شخصية لشخصية أخرى في المسرحية ، بينما المناجاة نوع من المونولوج الذي يقوله الممثل للجمهور مباشرة وكأنه يحدث نفسه.. وتناول نشأة المونودراما ومراحل تطورها، ثم تناول إشكالية الممثل الواحد في المونودراما حيث موضوعاتها مأساوية الطابع ناتجة عن تجربة ذاتية مريرة، ويكون الزمن فيها ملحمي البعد ويكون للزمن الحاضر النصيب الأكبر ، ويمكن أن تختلط المستويات دون تسلسل منطقي، ويكون المكان متعدد المستويات حيث تستحضر الشخصية الوحيدة ملامح الأمكنة خلال عملية التداعيات الفكرية، أما لغة الحوار في النص فتميل للسرد وصيغة الفعل الماضي ، ويعتمد النص على شخصية واحدة يكون حضورها فعلياً.. ويحتاج نص المونودراما كاتبا واسع الخيال وصاحب رؤية تمكنه من ضبط الترهل بكتابة هذا النوع من الفن، وكاتبا متمكنا من تصعيد الحالة الدرامية بشخصية واحدة على الخشبة، ويجب أن يمتلك المخرج قدرات خاصة، فهو يتعامل مع نص مختلف ، ومطلوب منه أن يمتلك أدوات إخراجية لصياغة رؤية بصرية يقدم فرجة مسرحية مدهشة ، تقلل من رتابة المونودراما وحوارها السردي.. أما الممثل المسرحي فيجب أن يمتلك ميزات خاصة، وأدوات خاصة ، فهو الوسيط بين النص و الجمهور ، وهو الذي يحمل دلالات النص ورسالته..
الفنان “تمام العواني” حاصل على جائزة أفضل ممثل ثلاث مرات، وله أكثر من ستة أعمال مسرحية في مسرح المونو دراما، وعضو نقابة الفنانين، ممثل ومخرج مسرحي، وعضو اتحاد الكتاب العرب، ورئيس نادي دوحة الميماس، وشارك في مهرجانات مسرحية عربيه مهمة.
متابعة: ميمونة العلي.