الفقر حقيقة مؤلمة يعيشها الكثيرون بألم ،ويرفضون الاعتياد عليها ،لأنه يعني العيش تحت وطأة ظروف سيئة ويعطل مجمل حياة الإنسان ،بما يتضمنه من حرمان وما يتركه من آثار سلبية تنعكس على صحة الإنسان وحقه في مسكن صحي ومستوى لائق من العيش ،وقدرة على مجاراة الآخرين .
والفقر يؤدي إلى تفشي مشكلات كثيرة في المجتمع كالسرقة والجريمة والتسرب المدرسي والتسول وتعاطي المخدرات للهروب من واقع الحرمان الذي يعيشه الفرد .
مع الفقر يشعر الإنسان أنه وحيد بين أهله ،هاجسه الوحيد في الحياة هو الحصول على لقمة العيش التي تساعده على الاستمرار في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي فرضتها الحرب مع ما يرافقها من جنون للأسعار وتدن واضح في الرواتب ،لذلك يلجأ الكثيرون إلى القيام بأعمال إضافية ترهقهم ولا تتناسب مع مركزهم الاجتماعي ،كأن يلجأ المعلم مثلاً إلى العمل مساءً سائقاً للتكسي أو بائعاً في إحدى المحال ليؤمن لقمة العيال لأن الدخل المتدني لا يغطي ولو جزءاً يسيراً من المصاريف اليومية ،وهذا ما يؤدي إلى هشاشة المجتمع ،لذلك يظهر الفقر كقضية اجتماعية خطيرة يجب محاربتها ،ولا تكفي ورشات العمل والمؤتمرات ومشاريع تمكين المرأة والشباب لإحداث التنمية المطلوبة والحدّ من ظاهرة الفقر لأنه يبقى منتشراً بعد أن ساهمت الحرب في ازدياد عدد الفقراء والمحتاجين .
الفقر مرض اجتماعي نستطيع معالجته برفع الأجور والرواتب ولجم الأسعار وتوفير فرص عمل للجميع ودعم المزارع لتحقيق الأمن الغذائي لجميع المواطنين ،سورية بلدٌ غنيٌ بأهله وإمكاناته وقادر على الوقوف ويستحق منّا دائماً أن نعمره ونكرم أهله .
سمر المحمد