يرى مركز ضمان الجودة بجامعة البعث ضرورة تبني معايير الجودة والاعتمادية والتميز المؤسسي والأكاديمي ، ويسعى إلى تميز الجامعة لتصبح في مصاف الجامعات المتميزة عالمياً . ويهدف المركز ووحداته في كليات الجامعة إلى تقويم الأداء في الجامعة وتطوير جودة العملية التعليمية والبحثية وخدمة المجتمع والتنمية المستدامة ، وتقديم الدعم اللازم للحصول على الاعتماد المؤسسي والأكاديمي لكليات الجامعة ومعاهدها وبرامجها الدراسية تفعيلاً للبوادر الواردة في قانون تنظيم الجامعات ولائحته التنفيذية .
وعن بدايات المركز يقول الدكتور وليد صهيوني مدير مركز ضمان الجودة والاعتمادية بجامعة البعث عضو اللجنة الفنية الدائمة لقطاع الإدارة والجودة بهيئة المواصفات والمقاييس السورية ، ومراجع خارجي لدى الهيئة العمانية للاعتماد الأكاديمي بالقول : شكلت لجنة سميت ، لجنة الاعتماد في جامعة البعث منذ عام 2003 ، ثم أحدثت مديرية تحت اسم ( مديرية الجودة والاعتمادية في الجامعة ) عام 2005 وشكلت في نفس العام ، اللجنة المركزية للجودة والاعتمادية في الجامعة ، وأعيد تشكيل هذه اللجنة في 9/1/2018 ، وحددت مهامها في الإشراف ومراقبة أعمال ضمان الجودة في الجامعة ، والمساعدة في عمليات التقويم الذاتي ، وإعداد التقرير الذاتي ، والخطة الاستراتيجية في الجامعة ، وبنفس التاريخ أحدث بموجبه وحدة لضمان الجودة في كل كلية ومعهد في الجامعة ، والآن هناك قرار وزاري رقم (و/58) لعام 2012 يتضمن إحداث مركز علمي في كل جامعة من جامعات القطر تحت مسمى
( مركز ضمان الجودة ) ويعامل هذا المركز معاملة الكلية ، وبناء على هذا القرار ، صدر قراراً وزارياً ، رقم ( ب /220 ) تاريخ 9/7/2018 لتفعيل المركز وتسميته مديراً لهذا المركز ، حيث صدر القرار التنفيذي لاعتماد النظام الداخلي للمركز بتاريخ 4/11/2018 ، وهو يستند للقرار الوزاري السابق ولقرارات مجلس الجامعة ، ومجلس التعليم العالي رقم ( 56 ) لعام 2010 الذي حدد رؤية ورسالة المركز ، وهدفه الاستراتيجي .
المشاركة الفعالة
وعن أهداف المركز يشير الدكتور وليد لأهمها وهي : تعزيز ثقافة الجودة والاعتماد في الجامعة والمجتمع ، والمشاركة الفعالة في رسم السياسات والخطط الجامعية ووضع الخطط الاستراتيجية والتنفيذية والآليات لتحقيق منظومة ضمان الجودة والاعتمادية في الجامعة ومساعدة الكليات والمعاهد ووحدات ضمان الجودة فيها على وضع خططها الاستراتيجية ، وإقامة علاقات تبادلية وترابط مع هيئات التقويم وضمان الجودة والاعتمادية الوطنية والإقليمية والدولية بعد موافقة مجلس الإدارة وتعزيز ثقة المجتمع بكفاءة الخريج الجامعي.
هيكلية المركز
ويوضح الدكتور صهيوني عن آلية عمل المركز ، ويقول : وفق النظام الداخلي هناك مجلس إدارة للجودة في الجامعة ، يرأسه رئيس الجامعة ،وضمن عضويته نائب رئيس الجامعة للشؤون العلمية ، ومدير مركز ضمان الجودة وهو مسؤول عن متابعة تنفيذ قرارات مجلس الإدارة ، بالإضافة إلى عدد من ( 3-5 ) من مديري الجودة في الكليات وممثل عن الإتحاد الوطني لطلبة سورية من طلاب الدراسات العليا . وهناك مجلس آخر بموجب النظام الداخلي هو مجلس وحدات ضمان الجودة يرأسه نائب رئيس الجامعة للشؤون العلمية ويضم في عضويته مدير المركز ورؤساء الأقسام في المركز ومديرو وحدات ضمان الجودة في الكليات والمعاهد وممثل عن نقابة المعلمين في الجامعة .
أنشطة المركز
أما عن نشاطات المركز يتابع مدير المركز : هدف الأنشطة نشر ثقافة الجودة في الجامعة , حيث قام المركز بتنظيم بعض المحاضرات المتعلقة بمعايير الجودة في المؤسسات التعليمية ومعايير الاعتماد الأكاديمي بالإضافة الى بعض الفعاليات التي تدعم رفع تصنيف الجامعة وفق التصنيفات العالمية .
التصنيف الدولي للجامعة
يتساءل الدكتور صهيوني : هل يعكس الموقع الالكتروني للجامعة مستوى الجامعة ؟ هل التعليم الجامعي هو فقط أستاذ وطالب ومبنى وقلم ؟ والسؤال الأهم التصنيفات العالمية لجامعاتنا و الحرب الكونية التي تعرضت لها سورية , ومحاولة تدمير ثقافة العلم وتعميم الجهل من خلال استهداف الجامعات والأدمغة، هل لاحظت هذه التصنيفات جهود جامعاتنا بالرغم مما سبق في تحقيق نوع من التوازن من خلال استيعاب معظم أبنائنا الطلاب والمحافظة على الرسوم الجامعية المخفضة والتي تعتبر مجانية بالمقارنة مع الدول الأخرى؟ وتسعى جامعاتنا لوضع خطط إستراتيجية لرفع ترتيبها في التصنيف الدولي كي يرتقي مستوى هذه الجامعات الى مستوى الانتصارات التي حققها جيشنا الباسل .
ويتابع : سواء كنا مع أو ضد هذه التصنيفات وبالرغم من الانتقادات الموجهة لمواقع التصنيف التي تعتمد على ثورة المعلومات فإن مواقع التصنيف شئنا أم أبينا أصبحت ترسم وتشكل سمعة الجامعة والصورة الذهنية لها وقد ترسم بالتالي الصورة الذهنية للبلد الذي تنتمي إليه الجامعة . وهناك أكثر من ثلاثين موقعاً تصنيفاً عالمياً تختلف هذه المواقع في معاييرها للتصنيف إلا أن أكثرها ظهوراً ضمن جامعاتنا العامة والخاصة ومؤسساتنا البحثية هو موقع الـ ( ويبوماتريكس ) ويصدر هذا التصنيف مرتين في السنة ( كانون الثاني – تموز ) بحسب المعطيات المتوفرة على المواقع الالكترونية للجامعة في الأسابيع الأولى من هذه الأشهر ويؤخذ متوسط هذه المعطيات .
ويعطي هذا التصنيف ( 5% ) لحجم الموقع و ( 50 % ) لرؤية الموقع أو ما يسمى ( أثر الموقع ) ويقصد به الفوائد التي يمكن تحميلها وقراءتها من الموقع ويتضمن ذلك توفر البيانات التالية : توفر الموقع باللغات الانكليزية والفرنسية إضافة للغة العربية ,توفر نظام مكتبات الكتروني يحوي الإنتاج العلمي الإجمالي للجامعة , توفر النشر الالكتروني والمجلات العلمية الالكترونية والروابط بين المواقع ومواقع الجامعات الأخرى , توفر روابط خارجية مثل وسائل التواصل الاجتماعي من والى الموقع .
وهناك ( معامل الشفافية ) وهو ( 10 % ) الذي يتعلق بتسجيل أبحاث الباحثين في الجامعة على موقع ( غوغل سكولر ) شريطة لحظ عناوين هؤلاء الباحثين في الجامعة ( الايميل ) أثناء التسجيل في هذا الموقع .
ويضيف : تجدر الإشارة الى أن بعض الجامعات الخاصة استغلت الأبحاث المنجزة من قبل أعضاء هيئة التدريس في الجامعات الحكومية والمنجزة أصلاً في هذه الجامعة حيث طلبت منهم ادراج البريد الالكتروني الخاص بهم والمعطى من الجامعة الخاصة وذلك لرفع تصنيف هذه الجامعة الخاصة عالمياً .
بالإضافة إلى أمر هام وهو التميز في الجامعة (35%)ويشمل المحاور التالية :التعاون العلمي الدولي ،نشر الأبحاث باللغة الانكليزية ،ترجمة الأبحاث المميزة ،تخصص المجلات ،تشجيع وإبراز المنشورات العالمية للباحثين ،بالإضافة إلى الجوائز والاختراعات ،والانجازات العلمية .
طلاب الدراسات العليا
ويشير الدكتور وليد إلى طلاب الدراسات العليا بالقول :نحن كمركز الضمان والجودة ،نشجع طلاب الدراسات العليا على التسجيل بموقع(غوغل سكوكر )والنشر الخارجي لإبراز انجازاتهم البحثية ،بالإضافة إلى ذلك أن كل طالب دراسات عليا يدافع عن دراسته ،يرفدنا بنسخة من رسالته لتوثيقها في المركز ،ووضعها على موقع الجامعة .
الصعوبات
ويتحدث عن بعض الصعوبات قائلاً:إن تطوير الأداء والعمل في مجال الجودة والاعتمادية يعتمد على وجود شركاء لإنجاح هذا العمل ،وعلى رأس هؤلاء الشركاء الإدارة العليا في المؤسسة ،وبالنسبة لجامعة البعث هناك دعم كبير ضمن الإمكانيات المتاحة أما الدعم في الكليات لوحدات ضمان الجودة في الكليات ،فهو يتفاوت من الجيد إلى الضعيف ،نتيجة بعض الصعوبات التي يعانون منها ،وهي البنية التحتية ناهيك عن ضعف ثقافة الجودة لدى العاملين بالإضافة إلى ضعف في التجاوب بنشر ثقافة الجودة في بعض كليات الجامعة والحاجة الملحة للإسراع في استكمال البنية التحتية لمركز ضمان الجودة ووحداته في الكليات (عدم وجود بناء مخصص لمركز الضمان والجودة )لتفعيل أداء رؤساء الأقسام الأكاديمية في المركز .
خطة عمل
ويختم الدكتور وليد عن خطة عمل المركز للعام الحالي بالقول :أقمنا في الشهر الماضي ورشة عمل مشتركة مع جامعة تشرين حول التوصيف الأمثل للبرامج والمقررات وفق المعايير الأكاديمية ،متابعة توصيف البرامج والمقررات مع الكليات ووحدات ضمان الجودة ،تنظيم ورشة عمل حول آلية التدقيق الداخلي بما يخص توصيف البرامج والمقررات ،وتدقيق البنية التحتية ،اختيار برنامج أكاديمي رائد ،إقامة يوم علمي حول مهارات التدريس الأكاديمي ،تقويم أداء الإدارات الأكاديمية في الكليات والمعاهد بحسب قرار مجلس الجامعة ،تنظيم ورشات عمل حول معايير النشر في المجلات العالمية ذات التميز العلمي ،العمل للحصول على الاعتماد الأكاديمي من قبل اتحاد المهندسين العرب للكليات الهندسية التي ترشح نفسها لهذا الاعتماد .
الأداء المتميز
من خلال ما استعرضناه ،فإن مركز الضمان والجودة يعمل على ضمان الأداء المتميز في إدارة منظومة الجودة والاعتمادية في الجامعة،من خلال نظام متكامل للتقويم ،والإشراف والمتابعة والدعم لجميع المكونات والممارسات المؤسساتية والأكاديمية ،طبقاً لرؤية الجامعة ورسالتها وغاياتها والوفاء بمتطلبات المعايير المعتمدة ،وذلك بهدف الحصول على الاعتماد الأكاديمي لكليات الجامعة ومعاهدها ،والتفاعل المتبادل مع المراكز والهيئات المحلية والإقليمية والخارجية ،بما يساعد على تحقيق رسالة الجامعة وغاياتها الاستراتيجية .
رهف قمشري