نقطة على السطر.. كلاهما معلم

يولد الطفل ضعيفا فهو بحاجة إلى أولويات تساعده على البقاء حيا وخاصة الطعام واللباس وهذا ما تقوم به الأم التي جعلها هذا المخلوق أما بمشاعر وعواطف لا يستطيع تقدير قيمتها ومعناها إلا من أصبحت أما فبكت لمرض طفلها وتمنت أن تكون هي المريضة بدلا منه وضحكت لضحكة وليدها وكانت الدنيا أضيق من أن تتسع لفرحتها به وبعد ذلك تأتي مهمة جديدة للأم وهي تعليم ابنها الكلام  فيصبح لدى الأسرة عيدا إذا ناغى وعيدا إذا حبا كما قال الشاعر الكبير بدوي الجبل  ومن ثم تغرس فيه الأم كل القيم والأخلاق والعادات الأصيلة لمجتمعنا العربي التي تربينا عليها نحن الكبار . وعندما يبلغ الطفل السنة السادسة من عمره يذهب إلى المدرسة ليأتي دور المعلم ويكمل ما بدأته الأم فيعلمه الكتابة والقراءة ويتابع تربيته وإعداده للحياة العملية واضعا نصب عينيه أن يكون رجلا صالحا من خلال إتقانه لعمله الذي سيكون فيه يوما ما وأن يخلص لوطنه ويدافع عنه أيضا عندما يتعرض لخطر يتربص به وهكذا نجد أن مستقبل الأوطان بيد الأم والمعلم لعظيم الدور الذي يؤديه كل منهما تجاه الإنسان و تجاه الوطن بآن واحد  فاستحقا التكريم فكان أن تم تحديد اليوم الحادي والعشرين من شهر آذار عيدا للأم لأنها والربيع متشابهان بالدفء والعطاء اللامحدود كذلك تم اعتبار الخميس الثالث من شهر آذار عيدا للمعلم ومن محاسن المصادفة أن العيدين اجتمعا معا هذا العام وما أجمله من عيد فكل عام وأمهات الوطن ومعلميه بألف خير فكلاهما معلم .
شلاش الضاهر

المزيد...
آخر الأخبار