نبض الشارع … هدية عيد المعلم !

لعله ، ليس من المفيد الآن الكتابة عن هدايا عيد المعلم لكن الضرورة تقتضي الإشارة إليها خاصة وأن الصورة كانت أصدق تعبيراً لمن ارتاد محال بيع القطع المنزلية والعطورات وشاهد تهافت وتزاحم النسوة برفقة أولادهن الطلبة والمشهد هذا ليس لغزاً أو أحجية ويحتاج إلى فك طلاسمه وباختصار يلخص إحضار هدية عيد المعلم …
هدية عيد المعلم نشطت المحال التجارية بطريقة لا تستطيع إيجاد قراءة تفسيرية أو توضيحية مقنعة لهذه الظاهرة التي قاطعتها بعض مديريات التربية في بعض المحافظات وبقيت سارية المفعول في مديريات أخرى في زمن أزمة تحتاج فيها الكثير من العائلات إلى مساعدة ، وتفاوت المستويات المعيشية بين عائلة وأخرى تجعل الأمر محبباً عند واحدة ومستفزاً عند غيرها ، وإذا ما بقينا ضمن الضائقة المادية وتبعاتها فإنك لا تستطيع تجاهل القراءات الأخرى لهدية عيد المعلم والمثيرة للاهتمام وهي أي هذه الهدية التي قد يجد فيها البعض رسالة شكر لجهود المعلم يجد فيها آخر إهانة للطالب الذي لا يمكنه وضعه المادي إحضار هدية لائقة أو ربما متواضعة أو حتى رمزية ، وسبيلاً كذلك لدعم الطالب الذي أحضر هدية مميزة وهذا قد يكون مجرد رأي وهواجس يعبر بها بعض الأهالي عن مشاعر تساورهم ربما استندت إلى واقع كوننا لا نعيش بالمجتمع الأفلاطوني والتلوث غزا بعض النفوس ، ولا نستطيع أن ننفي وجود هكذا حالات – فردية – يقيم فيها المعلم وزناً لطالب خصه بهدية مميزة عن طالب لم يقدم له شيئاً ….
ويبقى المعلم غنياً برسالته الإنسانية النبيلة التي لا يمكن بهدية كبرت أو صغرت أن تحيده عن مساره فهو يخط مستقبل جيل وليس عن عبث ما جاء في الحكمة اليابانية «اجعل المسافة بينك وبين معلمك سبع خطوات حتى لا تدوس على ظلهم »….. فكل عام وهذا الظل الذي يرتقي بأجيالنا بألف خير …معلمونا سيبقون مصابيح منارة وكنزاً لا ينضب ، شعاع أمل في بناء جيل الغد عماد الوطن وستبقون الصورة المثالية في أذهاننا الأنقى والأرقى والتي لا يعكر صفوها شائبة وبحس مسؤوليتكم تولد السكينة وراحة البال في نفوسنا ونعلم من خلالها بأن أولادنا الطلبة بأيد أمينة ….

العروبة -حلم شدود

المزيد...
آخر الأخبار