أنار شعراء ملتقى «القنديل الثقافي » من اللاذقية ليلة جميلة من أماسي الشعر والفن الرفيع في صالة نقطة «محارب الأحمد» في حي الزهراء ضمن نشاطات مديرية الثقافة احتفالاً بأعياد آذار و بدعوة من ملتقى حمص الثقافي , وقد غصَّت القاعة بالحضور الذين لم يجدوا غضاضة في متابعة اللقاء الشعري واقفين .وهي حالة مضيئة تدعو للتفاؤل وتؤكد تعطش الجمهور للثقافة والفن بعكس ما يحاول المتشائمون إشاعته .
مشرف ملتقى القنديل الثقافي الأديب حيدر نعيسة قال :ما إن شرّقنا نحو حمص حتى بلغنا شاطئاً آخر من التآخي ,خاصة أن بعض المشاركين يزور حمص لأول مرة منذ ثماني سنوات ,وقد فوجئ تماماً بهالة السحر والجمال والأمان فهي العنقاء التي تنفض عنها غبار الحرب .
قدم الملتقى الشاعر إبراهيم الهاشم إذ كانت البداية مع الشاعر مهند حاتم شارك بمجموعة من القصائد الغزلية والوطنية ذات النفح المقاوم يقول في قصيدته الموجهة لنهر العاصي ولمدينة حمص:
أتينا لعاصي وإني لعَاصي /ودفقي عبوس لصون الخواص
ومائي نمير شفيف المراد / يفيض بعشق سمي الخلاص
*الشاعرة ابتسام خضر تحدثت في قصائدها عن الوطن الجريح وعن الأم بقصائد باللهجة المحكية من قصيدتها للأم نقتطف: …… ..عيدك يا أمي ….. (خلص الحكي المألوف وتجدد حكي حتى الحكي الجديد فيه ملبكي
الله عطاك الحب يارمز الحنان يا سر عمري ولون ثوبي الليلكي)
الشاعر أديب عباد وصف رحلته من عروس الساحل السوري إلى حمص العدية التي تذخر بالنشاطات الثقافية فقال : سر التجاذب في القلوب وحبها/أعيى العقول وحير التحليلا
يا حمص فيك للشعور بقية /من أمسنا تزكي الغد المأمولا, ثم تنوع في قصائده بين الغزل و وصف الحياة الدنيا بأنها مؤقتة إلى زوال والفائز فيها كمن حظي بليلة القدر.وبين في قصيدة رابعة حبه العارم لمنبر ثقافة حمص لما لمسه من ألفة ومحبة تجمع بين أعضاء نادي حمص الأدبي .
حيى الشاعر رشيد صبيحة من اللاذقية مبادرة مديرية الثقافة في حمص بإقامة الملتقيات الثقافية على الدوام بالقول: قد أتينا لحماكم مثل نخل في خلية /فجزيل الشكر في الصبح وفي وقت العشية/ فلنعش فيها كراماً عيشة تبقى هنية/فلكم منا سلام ولكم منا تحية ,وبين في قصيدة موجهة للشهداء أن الفضيلة تأخذ مزاياها من تضحياتهم ,وأن الظلم يخشى تراب هذه الأرض التي ارتوت بالأحمر القانئ .
*الشاعرة رنا محمود أنشدتنا مجموعة من قصائدها الوجدانية فأطربتنا من خلال التقاطها للنهايات المدهشة نقتطف: فإن جاء يوم وأصبحت طيفاً/وصرت غريبة على ضفتيه/ وأضحى مكاني صمتاً رهيباً.حطام الأماني على راحتيه/فرفقاً بقلبي هذا الصغير/ إذا ما رأيت دمائي عليه.
*الشاعر الدكتور عبدالله حسن بدأ مشاركته بأبيات بسيطة لولده الذي تمنى أن يكبر وطنه حتى يصبح بحجم الكرة الأرضية كلها في مفارقة طفلية جميلة .
*الراحلون أحبتي والغائبون أحبتي /والروض أقفر وليس من صبر سواك.كما شارك بقصيدة غزلية عنونها بـ « إلى غيمة» وصف فيها الحب مع امرأة حمقاء كمن يمنح قلبه لعصفور ينقر منه كلما شاء,ثم ختم بقصيدة من شعر التفعيلة وصف فيها ما آلت إليه البلاد .
*الشاعر عبدالله الرفاعي أيضاً أطربنا بمعانيه الجميلة مستعيناً بالشعر العمودي وشعر التفعيلة داعياً في قصيدته الغزلية إلى ضرورة الوحدة بين جميع عشاق الأرض فقال: الحب كتاب منصوص يحتمل مداه,ولا يحتمل التأويل /يا عشاق الأرض اتحدوا الحب فضاء للتشكيل .
*الشاعر هيثم بيشاني نقل لنا في قصائده حب أمواج بحر اللاذقية لكل سوري تلاطمه الحرب فقال : في حمص تستهوي الظريفَ المسائلُ/وتحفل بالذوق الرفيع المحافل/صوت بأضلاعي هوى لاذقيتي /ونبضي لأمواج المحبة ناقل/رسمتك في شم الجباه قصيدة /تذيب قوافيها الحسان سواحل . وبأسلوب رشيق بث في قصائده الكثير من الصور البيانية الجديدة مثبتاً قدرته في التجديد والإبداع .الشاعر غسان حميدي من حمص شارك بمجموعة من قصائده أبدى فيها سعادة كبيرة في هذه الأمسية الطافحة بالشعر والحافلة بالجمهور فقال: نستضحك اليوم كي ننسى مواجعنا العبوس /لعل يخجل أو ينسى العبويس غد/ذكرى تظل أماسينا بصحبتكم /ما للتناسي عليها حيلة ويد. بعد ذلك اعتلى المنبر الشاعر الزجلي وليد غزال وألهب مشاعر الجمهور بحديثه عن ثورة صالح العلي ضد الفرنسيين وصولاَ إلى أبطال مشفى الكندي الذي استشهدوا في حلب ليبعثوا برسالة حق وخير ومقاومة.
ثم أنهى الفنان علي حيدر يرافقه على العود العازف أحمد بداوي تلك الأمسية الجميلة بمجموعة من الأغاني الوطنية احتفاء بأعياد آذار.
ومن الجدير بالذكر أن الجمهور الحمصي النوعي الكبير احتفى بالجمال الذي نشر عبيره ملتقى القنديل اللاذقاني وقد صار لدي فضول لأعرف ما هو انطباع الضيوف بعد تلك الأمسية.. وكم سررت وأنا أقرأ تعليق مشرف ملتقى القنديل الثقافي الأديب حيدر نعيسة على صفحته على الفيسبوك بالقول: وصلنا إلى بيوتنا في اللاذقية عائدين من حمص العدية بعد منتصف الليل. مبهورين بجمهور حمص وبكرم ملتقى حمص الأدبي الذي يغرف شعراؤه من بحر شعر دونه بحر النثر..عدنا وقد علق القلب هناك، في صالة المركز الثقافي في حي الزهراء حيث الجمهور الكبير الكريم،..تحية لحمص الكبيرة ولمنتداها ولشعرائها الكبار الكرام .
ميمونة العلي
المزيد...