إن تلبية نداء الوطن في السلم لا يقل أهمية عن تلبية ندائه في الحرب و في ذلك يجب أن تتضافر جهود جميع المفكرين والمثقفين والسياسيين وعلماء الاجتماع و التربية و مؤسسات المجتمع المدني لممارسة هذا الواجب و الحق .
ولعل غياب المشاركة عن مثل هذا الاستحقاق هو غياب عن تطورات العصر و الانزواء بعيداً عن المشاركة في بناء المستقبل.
إن مجالسنا المنتخبة منبثقة من الشعب فهي تمثله في أخلاقه و مصالحه الحاضرة و المستقبلية شرط أن يساهم أفراد هذا المجتمع في انتخاب هذه المجالس .. لا شك أن نتائج الحرب لا تقتصر على ما تحدثه من تخريب بل تؤثر على الأفراد فقد تمنعهم من الرؤية الصحيحة لمصالحهم الخاصة و العامة.
إن ميزة إنسان على إنسان وأمة على أمة هي القدرة على الاستفادة من التجارب وعدمها فمن يستفيد من التجارب يتجنب الخطر قبل وقوعه و من هذه التجارب أن الغير يتصيد هفواتنا ليضخمها و يشوه صورة ما نحن عليه من تضامن و تعاضد و من هنا فأهمية المشاركة في انتخابات مجالس الإدارة المحلية هي نجاح بحد ذاته لا تقل أهمية عن نجاح المرشحين المميزين .
إن عضوية المجالس ليست مهنة بحد ذاتها بل هي طاقة فكرية و إنسانية و هي ليست عملاً منفرداً بل حث الآخرين على العمل و التفكير والنقد .
و أخيراً فإننا نذكر ما قاله ول ديورانت في رائعته قصة الحضارة حيث خلص إلى ثلاث كلمات أن التمدن والتسرع لا يلتقيان و في هذه الفلسفة ذاتها كان لحزب البعث ذلك الدور العظيم فقد كان هو المكان الهادئ المطمئن الذي يضفي على الجميع هدوءاً و اطمئناناً و يجعل الأمور تسير نحو الأحسن و اليوم نلوذ به جميعاً نلتمس الهدوء والاستقرار و التفكير الصحيح و الاختيار الصحيح لاجتياز هذه المرحلة و إعطائها حقها من رؤية سديدة واختيارات مميزة لمستقبل واعد .
العروبة – يوسف القاسم