نقطة على السطر.. بين المشافي الحكومية و الخاصة

في ظل تراجع القوة البدنية و ضعف البنية الجسدية تتراكم أنواع مختلفة من الأمراض ربما تحتاج إلى إجراء عملية عاجلة قد تكون بسيطة و ربما تكون خطيرة فإذا ما اتجهت نحو أبواب المشافي الحكومية فستجد أمامك طابوراً طويلاً من المواطنين الذين ينتظرون دورهم في ظل معاناة الأمرّين من أوجاع و من هموم ضعف القدرة المادية.
تلاحقك الحسرات و تؤرق نفسك في ظل هذا الازدحام الشديد و الانتظار الممل يخفق قلبك آلاف المرات خوفاً من ألا يصلك الدور إلا بعد أشهر طويلة فتقع في حيرة أكبر لأنك تحتاج حينها لمشفى خاص تداوي فيه أمراضك أو لإجراء عمل جراحي سريع و هنا تقع الطامة الكبرى إذ ستضطر لاستدانة مبلغ كبير من المال يخولك الدخول إلى ذلك المشفى الباهظ التكاليف لتجري التحاليل و الفحوصات اللازمة لمعرفة نوع المرض الذي ألم بك هذا و أنت لم تجر العملية بعد فما بالك بتكلفة العملية الباهظة التي تملأ روحك بالخوف و الأوهام فإما أن تجريها حتى و لو استدنت و إلا لم يبق أمامك سوى الموت المجاني فترحل و ليس لديك ما تدخره للزمن الأسود يقيك شر الحاجة و العوز .
فالظروف التي يعيشها المواطن السوري قاسية و ضغوط الحياة تتضخم يوماً بعد يوم، أعباء مادية كبيرة و متلاحقة على كافة الصعد.
هو زمن الغلاء الفاحش و الجشع المتراكم في النفوس و الذي يفتح نوافذ الهموم للمحتاج يجعله يرسل مساحة من الفضفضة الكلامية لنفث ما يعتمل في الصدور من أوجاع غير مؤجلة.
عفاف حلاس

المزيد...
آخر الأخبار