سورية قدمت للعالم رسائل كثيرة، منها ما يعود إلى الماضي السحيق كرسائلها الحضارية الإنسانية المتمثلة في أقدم أبجدية عرفتها البشرية، وفي أقدم قيثارة عزف عليها الإنسان وفي أقدم محراث استخدمه ومنها ما يفصح عنه الحاضر يوما بعد يوم، في استمرار الرسالة الحضارية وتفوق الإنسان السوري في ميادين الحياة المختلفة ، وترسخ الرسالة النضالية رسالة المقاومة في مواجهة أشرس هجمات الصهيونية العالمية وأدواتها الغربية والشرقية التي أرادت اقتلاع الدولة السورية من جذورها ومحوها من التاريخ والجغرافية، وأنى لها ذلك ؟!! فكيف يستطيعون أن يشربوا البحر بكوب؟! وكيف يستطيعون دفع الجبل بإصبع؟! وكيف يستطيعون أن يحجبوا الشمس بكف؟! ومن يستطيع أن يمنع العصارة من الجريان في أنساغ الأشجار السورية ؟! ومن يستطيع أن يصادر عناقيد كرومها فلا تجري دبسا ً ونبيذا ً وزجلا ً وعتابا ؟!
ومن يستطيع أن يحبس وردتها الدمشقية عن العطر والفوح ؟ ومن يستطيع أن يقمع حساسينها وبلابلها فلا تطلق غناءها بوحا ً وموسيقا؟!
ومن يستطيع أن يوقف أبناءها الشرفاء وهم يدوسون الموت بالموت افتداء لها ؟! إنها سورية ، الدولة التي ظلت في تصرفاتها وطقوسها دولة محترمة ذات سيادة على الرغم من مواجهتها عصابات همجية مجرمة في الداخل وعبيدا ً وأشباه عبيد في الخارج ، وكلهم أراد محوها من التاريخ والجغرافية من الماضي والحاضر والمستقبل، وحدد أياما ً لسقوطها ولكنهم هم من سقطوا، سقطوا مجرمين ومخربين، سقطوا عبيدا ً وأشباها ً للعبيد على الرغم من جعجعتهم التي تصاعد غبارها من – معراب- سمير جعجع إلى – مختارة- جنبلاط إلى دوحة _ آل ثاني- إلى رياض – آل سعود إلى _ إليزيه- ساركوزي- وأولاند وماكرون ، إلى استنبول السلطان _ أردوغان _ إلى لندن بلير وجونسون وتيرزا مي إلى بيت أبيض_ أوباما وترامب _ وخارجية هيلاري كلينتون وجون كيري .. ولكن انتصارات الدولة السورية الصامدة تحققت واندحرت المخططات الاستعمارية.
إنها الدولة السورية التي تمارس سيادتها، وتصدر تشريعاتها وتسن قوانينها، وتحتفل بطقوسها وهنا عظمتها كدولة ،ومن هذه الطقوس: انتخابات الإدارة المحلية ، فهي حق لشعبها حفظه الدستور، وهي لون من ألوان الديمقراطية،ومن واجب شعبنا أن يمارس هذا الحق الدستوري كغيره من الحقوق، وهذه الانتخابات في موعدها المحدد تأكيد من الدولة السورية للعالم كله: إنني موجودة وأنيابكم ومخالبكم تتكسر ، إنني موجودة ولو كره الحاقدون!!
د. غسان لافي طعمة