لن تعني لي شيئاً كل إبداعاتك هذا إن كنت بالأصل مبدعاً ..وهذا يحكم عليه ميزان الزمن .. وليس لكلمة تكتبها أية قيمة عندي مادامت لاتحمل رسالة الانسان في كل زمان ومكان ، مهما حاولت أن تدّعي ذلك وتتعملق في مناخ الشهرة الكاذبة وماذا يعنيني إن كنت ممن يملأ اسمهم صفحات الجرائد ؟ وتكون أول مهرّجي مهرجانات العواصم ؟؟وربما من الحائزين على الجوائز المعروفة إيقاعاتها، وكيف تكون لايهمني !! أنت كاذب ، وصامت ودَعيّ ومقتنص للفرص ..مادمت وكل هذا الوجع .وكل هذه المجازر وكل هؤلاء الشهداء ، لم أر لك مايدل على أنك تنتمي له .لم أر لك يوماً (لايكاً) بلغة الفسابكة على صورة شهيد ، ولاحتى كلمة (عليه الرحمة) …لم أر لك أثراً حين نصرخ بعد كل مجزرة إرهابية راح ضحيتها أناس أبرياء .. .ربما فقط لأنه لا يحوي دواعش بأصنافها ..
أيها الصامت المنسحب بحجة (تكره العنف) فتساوي بين القاتل والمقتول .. تتقزز اللغة من عفونة كلماتك حين تتغنى بياسمين الشام ..وورد المحبة …أنت لا تعني شيئاً للآلام التي خلّفتها هذه الحرب الرهيبة .. مهما بلغتَ في سلم الابداع المدفوع الثمن نفخاً .وتلوناً .وتسللاً .وتزلفاً.. .تمنيت لو أنك أعلنت كلمة احتجاج مرة واحدة على الأعمال الإرهابية التي ارتكبت بحق السوريين .
بل كنت تنسحب ..ويصيبك الخرس .ومع ذلك أنت تلعب على السبع حبال …تتعامل مع الجميع بالظاهر على أنهم كلهم أحبابك …لأنك شاطر بالحساب ، وماهر في احتلال الساحات في الوطن وخارج الوطن .علاقاتك منتقاة بدقة ….. سبحان الله ها أنت ذا تطفو على زبد ماخلّفتْه الامواج العالية التي تجيد ركوبها..يكفينا أن نبحث بين أصدقائك وصديقاتك المقربات والمقربين..ومصدر تمويلك لنعرف هويتك الانسانية ..وسبب كل ذلك ….لسنا متفائلين ..بسببك ..وبسبب كونك من الذين ينمّقون الكلام (الأدبي) في الحب ..والانسانية .والتألم !! ..أتراها الانسانية مقسمة على قدّك ؟؟..أعلم تماماً أنكم (دافنينو سوا) ..وأعلم أنكم ..وأنكن تقرؤون وتسخرون قائلين وقائلات :« حلّي عنّا ..نحن أهل فنّ وأدب ولاعلاقة لنا » ..أعرف تماماً أنه ليس زمني …ولايشرّفني ..وبخاصة لك…أنت ..
لاأستطيع أن أفهم كيف لشاعر أو شاعرة ..أو أديب مثقف أن يتغزّل بأريج الياسمين الذي لطّخ طهر بياضه رشّاش الإرهاب ..مسترخياً على شرفة من شرفات الوطن الجريح .
غادة اليوسف