مازالت ألسنتنا تلهج بمقولة «مستورة والحمد لله » لأننا نعيش في وطن منيع ، لايقبل الذل ، يليق بمن مثلنا « صابرون رغم الصعاب» الزمن الصعب تهب رياحه علينا في كل حين، لكننا مازلنا نقف على أرضنا الصلبة ومازلنا ننعم بالدفء والأمان طالما سقف الوطن يحمينا ويظلل أيامنا وليالينا .. لانخاف من المجهول في ظل وطن مازال يقينا من صقيع قاهر ورغم المعاناة مازلنا نمشي بخيلاء في شوارع وطننا، نكتب تاريخاً مشرف، تاريخ وطن صامد، تاريخ مواطنين يتحدون المستحيل، مازالوا يعطون ويقدمون عصارة جهودهم وعقولهم ليكبروا ويكبر بهم الوطن .. عشنا جميعا ً أياما ً بلا كهرباء، وبلا غاز ، وبلا مازوت ومازلنا نعاني ، عشنا الغلاء واحتكار التجار الذين باعوا ضمائرهم للشيطان ومازلنا نعاني .
عشنا كل الأزمات الصعبة ومازال أمامنا الكثير ، لأن هناك من يتربص بنا ويحاول إيقاعنا في شرك العوز والحاجة لنرضخ لإرادته يحارب مواقفنا القومية وثوابتنا الوطنية ، لكننا مازلنا نقول « نحن بخير» طالما نعيش في ظل الوطن ..
هجّرنا من بيوتنا وسرقت أغراضنا، ولم يبق لنا سوى بقية ذكريات حزينة لكننا نهضنا من جديد ، أثثنا بيوتا ً جديدة رغم الغلاء الفاحش، رممنا حزن السنين رغم كل الآلام ومازلنا نقول « الحمد لله».
لم نحاول ترك الوطن ، لأن من لا وطن له لاانتماء له ، ومن لا وطن له يضيع في ترهات الدروب، من لا وطن له يقتله الحنين.. فثوب العيرة لايدفىء والنبتة الأصيلة لاتنمو في تربة الآخرين ..
من هاجر إلى بلاد الغربة بحثا ً عن الرزق عاش أسوأ أيامه لأنه لم يستطع الاندماج خارج البلد .. عانى أمر الغربتين ،غربة الروح وغربة الوطن .
الوطن بخير ، ومادام بخير، فلنحافظ على مكوناته وثرواته ، ومقدراته بالمواجهة حينا ً وبالتكافل حينا ً آخر ، وبالزود عن حياضه مع كل الشرفاء المضحين الذين كتبوا مجد الوطن فكانوا خالدين ..
فطوبى للجنود الذين لاتنام عيونهم ، طوبى للشهداء أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر، طوبى للأمهات اللواتي أنجبن الأبطال وما بخلن بالعطاء .. طوبى للأيدي الشريفة والنظيفة من العمال والفلاحين الكادحين الثابتين في معاملهم وحقولهم ووظائفهم المختلفة والذين كان ومازال شعارهم الوطن أم… والوطن فوق الجميع ..
عفاف حلاس