نبض الشارع … مشاريع مدرسية

معظم الأهالي يأملون المثالية الفائقة في التدريس وإيصال المعلومة لأبنائهم الطلبة بأيسر وأسهل وأقل التكاليف متناسين حالة التراجع التي غزت التعليم وأضعفت دور المعلم الذي بات مشتتاً بين المدرسة والدروس الخصوصية ونجومية تلمع في الخاص وتخفت في العام , ورحيق الخصوصي أشد دسماً وولعاً من العام ..
وفي هذه الزاوية الصغيرة لن نسافر إلى الجرح الذي يؤلمنا ويوجعنا أكثر من غيره سنتحدث عن غيض من شجون تربوية تخص رقعة صغيرة من النشاطات المدرسية وهي « المشاريع » التي باتت حديث الأهل ومثار تهكمهم كونهم يعتبرونها مضيعة لوقت الطالب واستنزافاً لجهده إضافة إلى تكلفتها من كرتون وتلوين وقص ولصق وإعادة تدوير .. وعدا هذا وذاك فإن بصمة معظم الطلاب غائبة عن المشروع « الوظيفة » كونهم – أي الأهل – هم من ينفذها – وفق ما يحكى – أو ربما تم توكيل « المشروع » إلى آنسة خبيرة بهكذا مشاريع بمعنى أن الطالب يستلمه جاهزاً وهنا ينتفي الهدف من المشروع وروح الإبداع والابتكار المتوخاة من النشاط الصفي – وهذا حال معظم الطلاب – بالطبع تلك النشاطات ليست اجتهاداً من مدرسي المادة والضرورة تقتضي مواكبة مستجدات العصر والخروج من الروتين والتلقين ووفق رؤية تربوية أن المشاريع المدرسية نشاط جماعي فيه قيمة وهدف وتطور قدرات ومهارات الطالب وتكلفته قليلة وميسرة وليس فيها إرهاق لميزانية الأهل كون المشروع يوزع بين مجموعة من الطلاب وهذا تحفيز على العمل الجماعي وهذا الأسلوب من النشاطات يدخل ضمن خطة تطوير المناهج .. وهكذا ومن خلال قراءة بسيطة للمشهد الذي تتناقض الرؤية حوله بين الطرفين ( الأهل والمربين ) نستشف بأن هناك مفردات غائبة بحاجة لتفعيل وتوضيح فلا تستطيع المعلمة أن تعمل عمل ( العرافات ) في معرفة إن كان المشروع من صنع الطالب أم أهله أم آنسة خصوصي نفذته له أو …
وبالوقت ذاته لا يكفي أن نرتدي قناع التجديد في مناهجنا دون أن ندرب المعلم ونمكنه من مادته فيكون دوره أقوى وأنشط في سبر أغوار تلك المشاريع والبحث عن بصمة الطالب فيها , والمشروع لن يكون مجدياً وهادفاً إن لم يكن الطالب حاضراً بكل تفصيل فيه ..
ربما في قادمات الأيام تتبلور الرؤية أكثر ,و ضرورة تجديف الطالب في أعماق ما أوكل إليه من عمل أمر يجب العمل عليه بتعزيز ثقافة التعليم التفاعلي وخلق البيئة النشطة و تشجيع العمل الجماعي , كلها أمور من شأنها أن تدرب الطالب على التحليق والإبداع وارتياد أفاق جديدة والنسج على منواله وليس على منوال غيره .

العروبة –حلم شدود