احتفالية اليوم العالمي للمسرح هذا العام كانت متميزة ولافتة وذلك لعدة أسباب يأتي في طليعتها تصدي مديرية الثقافة بحمص لإقامة هذه الاحتفالية التي كان برنامجها غنياً , امتد على مدى ستة أيام قدمت خلالها ستة عروض مسرحية كلها من انتاج الفرق المسرحية الحمصية وهي حالة تسجل لمديرية الثقافة بحمص التي عكست بشكل واضح الاهتمام بالفنون وخاصة المسرح الذي يعتبر أبا الفنون , والاهتمام هنا ليس يظهر بشكل معنوي وآخر مادي لمسنا ترجمته على أرض الواقع من خلال تنظيم هذه الاحتفالية التي شاركت بإقامتها أيضاً نقابة الفنانين بحمص التي كانت عبر السنوات الماضية تقيم هذه الاحتفالية والتي كانت تقتصر على الكلمات وبعض المشاهد المسرحية ولا ننكر أن في بعض السنوات قدم أكثر من عرض مسرحي في تلك الاحتفاليات التي كانت تنظمها نقابة الفنانين والتي كان لها دور هام وبارز في تنظيم أكثر من مهرجان غنائي موسيقي ومسرحي وهذا لا يعني تراجع دورها على الساحة بل هو تقاسم وتشارك جميل بالأدوار نأمل أن يستمر لأن تلك التشاركية بين الهيئات والنقابات الثقافية والفنية حالة صحية في تسيير أي نشاط ثقافي أو فني وهو يحمل بذور نجاحه حين تتشارك أكثر من جهة لمثل تلك الفعاليات والأنشطة حيث نجد الغنى في الطروحات والمضامين اضافة الى سعي الجميع لأن يكون النشاط ناجحاً ومتميزاً .
إذا كانت احتفالية يوم المسرح العالمي هي أولى قطرات مديرية الثقافة في إقامة الأنشطة الثقافية الهامة , فالأمل أن لاتكون آخرها وأن نشهد في المستقبل أنشطة ومهرجانات أخرى لها علاقة بالثقافة والفنون لأن تلك المديريات المنتشرة في المحافظات هي الحضن الدافئ لاحتضان واستقطاب ودعم تلك الأنشطة التي تستقطب شرائح كثيرة من مجتمعنا لاتجد غذاءها الثقافي فيما يقدم عبر بعض الفضائيات التي تدس السم في الدسم ولذلك من واجب تلك الهيئات أن تقوم بدورها المناط بها والذي نأمل أن تكون بدايته المبشرة بتلك الاحتفالية بالاستمرار بأنشطة أكثر تميزاً .
عبد الحكيم مرزوق
المزيد...