عندما تحترف جهة رسمية ما السكوت والصمت حيال أمر ما ، فإن المشكلة تكبر وتتسع وبدل أن يكون السكوت من ذهب فإنه يتحول إلى مطرقة تقض مضجع المواطن وتدخله ضمن شرنقة القيل والقال وترديد عبارات ببغائية عبر الانسياق وراء أي شائعة أو خبر كاذب لا أساس له البتة على أرض الواقع .. وبفضل تكنولوجيا التواصل الاجتماعي التي قربت المسافات وألغت الحدود فإن معظم القيود لا تفلح في وضع حد لجدل بيزنطي حول إشاعة كاذبة ربما تخفي وراءها أغراضاً دونية لا يتكهن المواطن بخباياها بل ينساق بعواطفه وراء الموجة التي يصل تلاطمها حد القدح والذم وافتقاد كل الأدبيات والسلوكيات والمعايير الأخلاقية .
وفي خضم الملاسنات تجد من يصب الزيت على النار ليتخذ أوار الشتم والسباب وافتقاد المرجع والمصدر المحلي الموثق يزيد الطين بلة ويفتح الباب على مصراعيه لتناول جهة معينة لم تكلف نفسها عناء التوضيح ونشر حيثيات الخبر الذي تم تداوله ويفتقد المصداقية والدقة .
وحملة مصادرة الدراجات النارية التي تم تداولها على نطاق واسع عبر صفحات عدة لا نعلم غايتها ومن يقف وراءها ، تركت علامات استفهام عديدة ، خاصة وأن الدراجات تشكل مصدر رزق لكثير من العائلات الفقيرة في المدينة والريف وطبيعي أن يكون لفعل المصادرة ردة فعل موجعة لكن ليس إلى درجة أن تفتقر ردة الفعل إلى المعايير الأخلاقية والأدبيات والسلوكيات العامة ، وطبعاً الصيد في الماء العكر يلعب دوره في تأليب طرف ضد آخر…
وعود على بدء فبعد فترة جاء رد الجهة المعنية متأخراً التوضيح أشار إلى كذب وافتراء تلك الصفحات التي تناولت الخبر بتحريف وتزييف محتواه، حيث بيّن المصدر بأنه تمت مصادرة الدراجات التي تسبب إزعاجاً للمواطنين بسلوكيات من يقودها بتشبيب وحركات بهلوانية رعناء ، ولم تتم مصادرة دراجات يلتزم أصحابها بسلوكيات القيادة السليمة ( الذوق والأخلاق ) وهكذا .. فإن للخبر مصدراً يجب تقصيه وتتبعه قبل الانجرار وراء من يخلط الحنطة بالزيوان والجهة الرسمية هي المصدر والعنوان ..
العروبة – حلم شدود