القراءة سحر ومحصول طيب نوعاً وكماً ، وعظيم فعله ومردوده لا يمكن أن يقارن بأي شيء آخر ، فيه ارتقاء بالحواس و تهذيب للنفس والذوق ، إثراء للفكر والروح وآلية دفاع بوجه الجهل والانحطاط.
وكم جميل أن تثمر مبادرات ” إقرأ” في أزمة أغرقت وسائل التواصل الاجتماعي الشباب بالركاكة والسموم مستهدفة عقولهم بتفاهات وصرعات لا تمت إلى واقعنا بصلة .
مسابقة ” تحدي القراءة ” كان لمحافظة حمص فيها نصيب وافر بالفوز والتميز ، ستة طلاب خاضوا التجربة ، ووصلوا إلى منصة التتويج والنجاح ضمن ماراتون التحدي الذي أقامته إمارة دبي ودعيت سورية للمشاركة فيه ضمن أربع وأربعين دولة وجالية في العالم بإشراف وزارة التربية .
وهذه المبادرات الراقية تعمق حب القراءة والإلمام بينابيع المعرفة والثقافة وكم جميل أن تسمع من أحد الطلبة المشاركين بأنه قرأ مئة وعشر كتب تتنوع بين رواية وشعر وفلسفة وطب و …
منذ حوالي أربع سنوات أطلقت منظمة الشبيبة مسابقة للمطالعة الحرة لطلاب المرحلة الإعدادية ضمن ماراتون القراءة بهدف نشر حالة القراءة بين الشباب معتمدة على قراءة أكبر عدد من الكتب خلال فترة زمنية معينة .
ومثل هكذا مسابقات يجب أن تواصل السير في طريق العلم والمعرفة ومن الضرورة أن نضيء عليها علّ العدوى تحفز الجهات التربوية على تشجيع طلبتنا على المطالعة والقراءة .
بالطبع لا يمكن طمس جهود إدارات تربوية فاعلة أفلحت في جذب طلابها نحو القراءة والنهل من ينابيع الثقافة والمعرفة بتشجيعهم وحثهم ومكافأتهم خارج المحافل والمنابر والمناسبات الرسمية والمسابقات والدعوات من أية جهة كانت ، إضافة إلى أنها وفرت الأجواء المناسبة والأرضية الخصبة ودعمتهم بمكتبة غنية تغذي الرغبة في القراءة والبحث في بطون الكتب والمعارف..
كثيرة هي الأشياء التي فقدناها في الحرب الظالمة على بلدنا وجميل أن نلتقط الأشياء الجميلة التي تحيي الروح وتثري الفكر وتنير الدرب ..
موجعة عبارة ” جيل ليس بقارىء ” وهذا ليس مسؤولية فرد بعينه بل مسؤولية مؤسسات ترهلت ودأبت على هدر الوقت بلا طائل أو هدف .
التفتح المبكر على القراءة ضرورة تفرض ذاتها للحفاظ على جيل يستنزف عمره في الإدمان على الموبايل حاصداً الوهم والكذب وخيبة الأمل.
نأمل بمتابعة السير ، سير من جد وجد ، ومد جسور العلم والمعرفة وحب القراءة لدى أجيال المستقبل .
حلم شدود