في ظل جدب مادي قاحل وقاحط يثقل كاهل الأهالي وحرارة تتخطا الـ 40 درجة ، ومدرسون لم يشعروا بقيلولة حقيقية بين عامين دراسيين أمضوها في التصحيح والمراقبة والتكميلية ، وأوجاع أخرى لايجد الكثيرون حيالها أن افتتاح المدارس بعد أيام قليلة لاتتجاوز أصابع اليد الواحدة موعد موفق ….
فالتعاسة موصولة وكيفما درتها صعبة وعسيرة البلع دون شك ، مع اختلاف زاوية النظر بين مرب وآخر يجد بأن موعد المدارس لايرتبط لابظروف مادية ولاجوية أو نفسية ، لكن الاقتراب من الواقع والاحتكام إلى متقضيات الضرورة والمصلحة العامة ربما يجعل من اقتراح تأجيل المدارس حتى منتصف أيلول كما كان سابقا ً أمرا ً صائبا ً …
حتى أن المواطن لا يعرف ما العبرة التي جعلت المربين يقدمون العام الدراسي عشرة أيام في وقت يكون فيه المواطن مطحونا ً بمقتضيات حياة معيشية قاسية فيها تأمين المؤونة التي ترميك أسعارها أرضا ً فالمكدوس وحده يحتاج إلى خطة خمسية وتآزر وتعاضد وقروض للخروج بخمسين كيلو منه لاتسأل فيها عن أسعار الزيت واللوز والفليفلة والباذنجان و ….، وكذلك الملوخية أو الكشك ومواد أخرى أسعارها تضع العقل في الكف في ظل انعدام الحسيب والرقيب وأخلاقيات سوق تسوق عكس الصالح العام الذي يرفعه المعنيون شعارا ً لقراراتهم المتوالية …
نعني ما نعنيه بأن المواطن غير مؤهل لشراء مستلزمات مدرسية إضافة إلى الجو الحار فحال مدارسنا حدث ولا حرج ما يجعل تأجيل المدارس ضرورة تحاكي الواقع بظروفه المادية والجوية .. ومتلازمة الوجع امتدت إلى رغيف الخبز، هذا الرغيف الذي سيعز على الطالب أخذه كسندويشة إلى مدرسته بعد القرارات اللامنطقية بتحديد مخصصات لاتطعم من جوع خاصة وأن الخبز بات ملاذ الفقراء ولاخيار بديل له …
الواقع يعج بالمتناقضات ، وضرورة محاكاة الواقع بقرارات صائبة تمثل همه المعيشي وتنسجم مع أدنى متطلبات لابد منها ، ضيق الحال يضني الجميع ، والتدخل الايجابي مخجل أمام واقع يتحدث عن نفسه …
وماذا بعد ، وأسئلة كثيرة جراء واقع مخيف وبائس يحتاج لعلاج وليس لمسكنات…
حلم شدود