دائما القرارات غير المدروسة بشكل صحيح تؤدي لنتائج سلبية ومن هذه القرارات والتعليمات التي أتحفتنا بها وزارة التربية هذا العام وأصابتنا بالخيبة والألم تدوير الكتب القديمة واستخدامها في العام الدراسي الجديد !!!
وهنا نتساءل هل نسيت أو تناست وزارة التربية المشرفة على إقرار وإعداد المناهج التربوية أن هناك كتبا دراسية لايمكن استخدامها مرة ثانية وإعادة تدويرها مهما كانت صلاحيتها جيدة كونها مصممة للاستخدام مرة واحدة من قبل الطالب لأنها تتضمن كتابات وإجابات وحلول الطالب عليها مباشرة أي بعد الكتابة عليها لا يمكن استخدامها مرة ثانية من قبل طالب جديد وإن استخدمت هنا يحدث الخلل التربوي الكبير إذ لن يستفيد الطالب الجديد منها ولن يكتسب أي معرفة جديدة لأنه لن يستخدم عقله في التحليل والاستنتاج والوصول إلى الإجابات والاستنتاجات التي هي في الأصل مكتوبة أمامه !!! فأي فائدة يجنيها من هكذا كتب ؟؟؟؟
الطامة الكبرى هي تطبق ظاهرة إعادة تدوير الكتب في المراحل الدراسية الأولى أي الأساسية وللأسف منها التي شملت جميع كتب تلاميذ الصف الثالث الابتدائي الذين طلب منهم استخدام الكتب القديمة لزملائهم من العام الدراسي الماضي المتضمنة الحلول والإجابات على الأسئلة والاستنتاجات !!! وبالتالي لن تتحقق الفائدة التعليمية منها للتلاميذ الجدد الذين كتب عليهم إعادة استخدامها !!
مهما كانت المبررات المسوقة لإعادة تدوير الكتب القديمة لمرحلة التعليم الأساسي ومنهم كما ذكرنا آنفا تلاميذ الصف الثالث الابتدائي غير مقبولة لامنطقيا ولا علميا ولا تعليميا !!!!
وهنا أتساءل لماذا يحدث مثل هذا التخبط في مؤسساتنا ومن وراء إصدار مثل هذه القرارات والتعليمات التي ستؤدي لنتائج سلبية وبالتالي من شأنها التسبب بتراجع العملية التعليمية في بلدنا.
لاشك نحن مع عدم الهدر وضبط النفقات لكن بحيث أن لاتؤثر سلبا على العملية التربوية والتعليمية ولا تؤدي لنتائج سلبية على مستقبل أجيالنا .
محمود الشاعر