نعم من مهام الأدب التوثيق،ألم تحفظ الشاهنامة جزءا من تاريخ الفرس …ألم يحفظ الشعر ديوان العرب أيامهم ومواقعهم..كذلك الديوان السوري المفتوح يوثق للحرب السورية منذ عام ٢٠١١بلسان الأدباء العرب عموماً والسوريين خصوصا ، بهذه الكلمات عبر الشاعر حسن سمعون عن هدفه من جمع هذا الديوان خلال حفل تكريمه بمناسبة صدور الجزء الثاني من مشروعه الثقافي الضخم : الديوان السوري المفتوح.
استهل ندوة التكريم في قاعة الدكتور سامي الدروبي في المركز الثقافي في حمص الشاعر حسن أحمد بكلمة ثمن فيها الديوان، ووصفه بالإنجاز الأدبي المهم الذي استطاع من خلاله سمعون أن يبرهن أن الكلمة لا تقل أهمية عن الرصاصة، في مواجهة المؤامرة التي استهدفت سورية.
وفاء يونس مديرة المركز الثقافي بينت بكلمة فيها أن الديوان السوري المفتوح سفر أدبي ضم مختلف الأجناس الأدبية من شعر عمودي وتفعيلة وقصة وقصة قصيرة جداً ومقالات أدبية بلسان من عايش تجربة الحرب ،وهو يدعو إلى المحبة بين أبناء سورية العظيمة وقد انتصروا في حرب وجودية فرضت عليهم.
و أبحر الدكتور عصام الكوسا رئيس قسم تعليم اللغة العربية في المعهد العالي للغات بجامعة البعث، أبحر في الحديث عن الأساليب الفنية والرؤيوية في نصوص ارتقت لمنزلة الأدب الرفيع ،ورأى أن هناك نصوصا توثيقية فقط يشفع لأصحابها أنهم ممن عاشوا تلك التجارب فعبروا عنها بإحساسهم وبلغتهم .
وأضاف: إن فكرة الديوان السوري المفتوح مشروع أدبي وطني حضاري إنساني يصور الحياة السورية لتفيد منه الأجيال القادمة منعا للتزوير وهو مشروع ساطع النجاح دفع صاحبه الشاعر حسن سمعون لاستصدار الجزء الثاني والعمل على الجزء الثالث حاليا،رغم أن من يبحر في عباب هذه النصوص يدرك الأمواج العاتية التي وواجهها الشاعر حسن.
الشاعر محمد العلي رأى أن جمع كل هذه النصوص في ديوان واحد عمل ضخم ومضن ،تصدى له الشاعر حسن سمعون مع هيئة الإشراف يحدوه هدف واحد وهو تجسيد تفاصيل حياة السوريين خلال الحرب من خلال نصوصهم الأدبية .
ووصف الأديب عيسى إسماعيل الديوان بالملحمة الوطنية، وبالإنجاز الثقافي الذي يحفظ إرث أدباء وثقوا الأزمة، وسجلوا الانتصار عليها في أشعارهم وقصصهم للأجيال القادمة .
ورأت الأديبة أميمة إبراهيم رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب في حمص أن الديوان السوري مسؤولية ثقافية كبيرة بجهود إنسان نبيل حقق بجهده الشخصي ما صعب على مؤسسات ثقافية تحقيقه، وهو عمل مؤسساتي ضخم يستحق التكريم والحفاوة.
وفي تصريح للصحفيين بين الشاعر حسن سمعون صاحب مشروع الديوان السوري المفتوح أن هيئة الإشراف على الديوان نظرت إلى النصوص المشاركة بعقلية الأديب المتفهم للحيثية الظرفية للعمل لا بعقلية الموظف المحكوم بمعايير وضوابط محددة،ثمة نصوص لجرحى حرب زرعوا أجزاء من أجسادهم في ترابنا الطاهر فجاءت مشاركاتهم بأصدق الصور،وعن اختيار النصوص قال:لم نختر النصوص الفائزة بالمراكز الأولى وليس الاختيار لانتخاب أمير للشعراء فهذا لا نؤمن به ،نحن لسنا في مسابقة لاختيار النصوص اخترنا التوثيق هناك شعراء شاركوا في الديوان يعيشون في أقطار عربية لها مواقف سياسية عدائية تجاه سوريتنا ومع ذلك أبوا إلا أن يسجلوا موقفا مما يحدث.وأضاف:الديوان ليس لتصنيف طبقات الشعراء بل مشروع لشف إرهاصات الحرب القذرة وتدوينها زمانيا بكل شفافية دون أدلجة أو تسييس .
الجدير بالذكر أن مدير ثقافة حمص حسان اللباد قدم شهادة تكريم للشاعر سمعون، عرفانا لما قدمه للثقافة، وتقديرا للجهد الشاق الذي بذله في طباعة هذا الديوان وإخراجه على هذا النحو الأنيق شكلا ومضمونا.
متابعة :ميمونة العلي