“فيروزيات” عرض جميل وممتع لفرقة جامعة البعث
في اليوم الثالث من فعاليات مهرجان المسرح الجامعي السابع والعشرين الذي ينظمه الاتحاد الوطني لطلبة سورية قدمت فرقة جامعة البعث للمسرح الجامعي عرضا مسرحيا بعنوان “فيروزيات” نص وإخراج حسين ناصر وذلك على مسرح قصر الثقافة بحضور جمهور من المسرحيين والمهتمين ومتابعي الأنشطة المسرحية .
عرض فيروزيات تناول عدة قصص إنسانية نسجها المؤلف والمخرج وقدمها على لسان ممثليه الهواة من طلبة الجامعة عبر تشكيل فني اعتمد على الراوي بمشاركة مجموعة الممثلين والممثلات الذين يتفاعلون مع الحدث الذي يكون محور القصة التي يتم تناولها والقصة الأولى تتحدث عن قصة حب بين ممثل مخضرم مأخوذة عن مسرحية “كلخس” الذي تأخذه التداعيات يوم المسرح العالمي متذكرا حبيبته التي تركته لأنه يفضل المسرح وارتقت سلم المجد عبر المسلسلات التلفزيونية التي جعلتها نجمة وأصبح من المنسيين ، وتتناول القصة الثانية التي جاءت بعد مقطع أغنية يارا الجدايلها شقر لتسلط الضوء على الفتاة ذات الشعر الجميل التي تتفاعل مع قصة أخيها الصغير الذي لديه لعبة جميلة حيث يقص بعض خصلات شعر شقيقته ليضعها على رأس لعبته التي تنام بين ذراعيه وفي الليل يلقى حتفه اثر قذيفة أودت بحياته وتبدو ذات الشخصية لها معاناة أخرى مع شقيق آخر يكبر ليصبح مدافعا وحارسا عن الشرف المهدور بأخته التي تعيش قصة حب لم تكتمل فصولها كما يفترض أن تنتهي قصص العاشقين بنهايات جميلة ومفرحة ، وتأتي القصة الثالثة بعد مقطع أغنية أهواك بلا أمل عن فتاة بسيطة تحلم بحضور حفلات الطبقة الراقية حيث تقودها قدماها للدخول إلى حفلة تنكر تتوج بنهايتها ملكة التنكر لبساطتها وعفويتها والقصة الأخيرة التي جاءت بعد مقطع “طلعي يا عروسة” لتروي قصة حب بين فتاة تعمل خياطة وشاب تقوده قدماه للسفر إلى دول الخليج وسرعان ما يتخلى عنها ويتزوج من أخرى .
عرض فيروزيات قدم مجموعة من خيبات الأمل لشخوص العرض المسرحي ، وعلى الرغم من تكرار بعض المشاهد المقدمة في مسرحيات سابقة للمخرج حسين الناصر إلا أن ما قدمه عبر العرض كان فرجة مسرحية وقصص استحوذت على اهتمام وانتباه الجمهور الذي صفق لأداء الممثلين وللشكل الجميل الذي قدمت هذه القصص من خلاله وهو ذات الأسلوب الذي اتبعه الناصر في السنوات الماضية باستخدام المجموعات مع راو واحد ربما يساعده ممثل أو أكثر في تقديم قصته المسرحية بمرافقة بعض الرقصات المعبرة والغناء الجميل للفنانة الدكتورة حلا طراد عبر المساحة الكبيرة لخشبة المسرح الخالية من الديكور والتي كان الممثلون يملؤون فراغاتها بأدائهم وتشكيلاتهم الفنية الجميلة .
أخيرا عرض فيروزيات عرض ممتع وجميل على الرغم من ابتعاد الأغنيات عن المضامين الحقيقية للمشاهد ولكن المخرج استعان بها ليوظفها لصالح المشاهد التي قدمها وهي لعبة ذكية استطاع أن يحصد عليها إعجاب وتصفيق الجمهور الحضور.
عبد الحكيم مرزوق
