ألقى الأديب فرحان بلبل محاضرة بعنوان “لغة المسرح” في مقر رابطة الخريجين الجامعيين بحضور جمهور من المهتمين ومتابعي الأنشطة الثقافية .
و تحدث بلبل في محاضرته عن الحوار المسرحي بأن له وظائف متعددة أهمها الوظيفة الدرامية والثانية الوظيفة الجمالية وقال: إن هاتين الوظيفتين تحددان الخصائص الجوهرية للحوار المسرحي الصحيح وهي : أن التوقفات والمقاطعات أثناء الحديث معدومة على خشبة المسرح إلا لغاية مقصودة ، والحوار غير المحادثة فالمحادثة لا هدف لها تنتقل من موضوع إلى موضوع دون رابط حتى دون عثرات أو توقفات ، والحوار ينمو ويتوالد ، كما أن الحوار غير النقاش فالنقاش خلاف في الرأي أما الحوار فصراع بين قوتين إنسانيتين ، والحوار المسرحي يكاد يكون قسمة عادلة بين المتحادثين والموجودين في المشهد ، والشخصيات المسرحية دراميا ثرثارة فصيحة تشرح الأمور وتبرر الأفعال . ورأى بليل أن لغة المسرح مثلها مثل اللغة في بقية فنون الأدب شغلت النقاد منذ نشأة هذا الفن حتى اليوم ، وخصوصية لغة المسرح تنبع من طبيعة فن المسرح نفسه ومن أسلوبه في التواصل مع المتلقين ومن طريقته في القيام بمهمتها الاجتماعية وأوضح أن لغة المسرح لكي تحقق مهامها يجب أن تتصف بعدة صفات هي مناسبة اللغة لموضوع المسرحية ،ومناسبة اللغة للشخصية والموقف،والإيصال المباشر للمعاني (الإيجاز والتكثيف) وذلك من خلال الجملة ،وتنسيق أركانها وكذلك من الصفات الإيحاء بالواقع ، ورأى أن الكاتب المسرحي أقرب إلى الحاوي أو البهلوان القافز على الحبال،وهو الذي يكتب بلغة مسرحية تتنوع أساليبها حسب الشخصية والموقف والإيحاء بالواقع المقصود رسمه ،وتوصل إلى القول إن الفصحى بدت على المسرح غير منسجمة مع بناء الشخصيات والإيحاء بالواقع ،ولجأ بعضهم إلى ما أسماه توفيق الحكيم (اللغة الثالثة) وقال : ساهم في جعل العامية لغة المسرح شيئان أولهما لجوء المسرح المصري في أوج ازدهاره في مرحلة ستينيات القرن العشرين إلى العامية مع انتشار موجة الواقعية ، وثانيهما أن المسرح التجاري في مصر وسورية وعدد من الأقطار العربية لجأ إلى العامية لأنها السبيل الوحيد لإقامة عروض مسرحية تشبه السهرات اللطيفة ورأى بلبل أن الزمن كفيل بحل مشكلة اللغة التي يجب أن تكتب بها مسرحياتنا وسيكون للمثل العربي شأن هام في حل مشكلة المسرح بعد أن صار التمثيل مستمدا إلى العلم والثقافة ومعرفة أصول الفن .
عبد الحكيم مرزوق