لحظة قررت فيها الهروب لبرنامج أغان عشوائي الترتيب لتحرقني داليدا بأغنيتها (حلوة يا بلدي) و هي غنوة كانت في يوم مضى أغنية مفضلة إلا أنني اليوم بت أخاف سماعها… فأنا أحب بلدي… و قمري يا بلدي… و عمري يا بلدي… لكن مرارة كالعلقم نتجرعها كل يوم … تسرقنا بعيداَ كل البعد عن ذواتنا و تغرقنا المسؤوليات و نصارع تسونامي الغلاء و اللاأخلاق الذي بات (عرفاَ) على مبدأ ( حلال عالشاطر) حتى لو كان هذا الشاطر ينهش لحم أخيه…. بصيص أمل أوقده في نفسي كل شروق على الواقع يكون أفضل لتصفعنا جميعاَ وبشكل شبه يومي قرارات بعيدة عن الواقع كل البعد و لتبرهن يومياَ أن عدداَ كبيراَ من المتنفذين يغيب عنهم ما يعانيه رب أسرة خارت قواه و عن عجز يحاول أن يلملم شتات نفسه ليتمكن من تلبية شيء من جبل الاحتياجات المتضخم سعراَ لا كماَ… رجال و سيدات حيارى تثقل كاهلهم أزمة نقل و غلاء أسعار و ارتفاع أجور البيوت… شباب و شابات يصارعون لصنع مستقبل أفضل تتحداهم واسطات و محسوبيات و القبض على جمرة الأخلاق…. أطفال يفكرون بأمور حياتية أكبر منهم…. أفكار تزاحمت في عقلي مع تزاحم الباص الذي يحمل أضعاف قدرته ليكمل سيره معانداً الزحام.. . و لتكمل داليدا (حلوة يا بلدي(…. وهي حلوة وستبقى حلوة رغم كل ما نعانيه ..
العروبة – هنادي سلامة