القرار الذي اتخذته لجنة المحروقات والذي يتضمن تخفيض نسبة السيارات العاملة بين الريف والمدينة إلى 25% بسبب قلة كمية المازوت وتوفيرها لقطاعي الزراعة والتدفئة ، قرار جعل المواطنين يحتاجون للغطس في بركة ماء باردة ليطفئوا لهيب انتظارهم ولساعات متواصلة في الحصول على مقعد للوصول إلى أماكن عملهم أو لقضاء حاجات التسوق ما جعل الخدر يتخلل أطرافهم ، لهاثهم يسبقهم خلف المركبة ولتتبلور مشكلة جديدة وهي تزايد أعداد ” التكاسي ” التي يرتفع سعير أجرتها والتي تقف على مفترق الطرق متجهة إلى القرى المختلفة المقطوعة من سرافيس الخدمة إلا فيما ندر …
هنا يشتد سعير الشكوى حين يبدأ سائق التكسي بالمساومة واستغلال ظرف تزايد الركاب الواقفين فيتيقظ لديه جشعه المعهود برفع أجرة الراكب عن سابق إصرار وترصد واضعاً أزمة الوقود وغلائه في السوق السوداء ذريعة في رفع أجرته ، كما تنتعش لديه ذرائع وأسباب ودواع أخرى ألا وهي طبيعة المناطق الجبلية الصعبة والوعرة والتي تساهم في استهلاك كميات أكبر من البنزين وتأثير الطرقات غير المعبدة بشكل جيد على إطار السيارات والدواليب التي تمتلئ بالحصى والمسامير الصدئة ..
أفلا يكفي المواطن ما يعانيه من غلاء في رحلة بحثه عن قوت يومه والذي بات بحاجة لشحن بطارية حياته كلما شارفت على الانتهاء بآمال تواسيه وتشفي قلبه المقهور ..
إذاً المواجهة مستمرة بين السائق والراكب الذي ما إن يحصل على مقعد حتى يجد من يشاركه فيه ليجلس بشكل موارب وما أدراك ما يتبعه من أوجاع وآلام..
مشاكل وعثرات متكررة يواجهها المواطن في يومه الصعب ، توقظ شكواه لربما تجد صدى في أذن الجهات المعنية وترغمهم على التراجع عن هذا القرار ..
عفاف حلاس