“من الحلم إلى الخراب” جديد عبد الغني ملوك

سألت الروائي عبد الغني ملوك مرارا عن سبب عدم كتابته عن الحرب السورية في رواياته العشر السابقة رغم صدور معظمها بعد الحرب وكان يجيب دائما جوابا مواربا ليترك السؤال مفتوحا ..حتى جاءت روايته الصادرة حديثا بعنوان ( من الحلم إلى الخراب) تتحدث عن الحرب من زاوية الكاتب الذي رفض مغادرة حمص ورفض مغادرة حي الوعر رغم كل ما مر على رأس هذه المدينة من مصائب تشيب لها الولدان ،وعنوان الرواية يشي بالمضمون فكلنا نعلم مشروع حلم حمص الذي كان من المزمع تنفيذه في حمصنا العدية قبل الحرب وتحول هذا الحلم إلى خراب بعد الحرب فالعنوان يحمل طاقة درامية تستند إلى ذاكرة أهل حمص مع صورة غلاف تتضمن نصفين الأول صورة لماكيتات حلم حمص والثاني لحجم الدمار الذي طال أحياء بأكملها ونزوح سكانها. الرواية من مئة وخمس وثلاثين صفحة من القطع المتوسط، مؤلفة من اثني عشر فصلا مرقما دون ذكر عناوين للفصول ،يوظف الكاتب أسماء شخصيات لعبت دوراً فيما آلت إليه مصائر الحرب بلغة تقريرية واضحة مباشرة يشكل فيها التوثيق للحرب رافعة للعمل الأدبي ،فالرواية تلخص عمل مندوب للأمم المتحدة بجمع تقارير حية لسكان من حمص حول ما حدث من أجل إعداد تقرير عن ذلك والمندوب جزائري الجنسية ترك قبل خمسة عشر عاما حبه الوحيد في حمص لما كان طالبا في قسم الفلسفة وعاد ليلتقي بحبه القديم في المشفى بعد أن أصيب برصاص كثيف ،أي الأحداث تجري بطريقة الخطف خلفا .

الجدير بالذكر أن رواية عبد الغني ملوك من الحلم إلى الخراب قليلة الصفحات إذا ما قورنت بما عرف عن رواياته السابقة وعن هذا يقول :البلاغة في الإيجاز ..لقد قلت رأيي في الحرب وخلصت إلى نتائج على لسان البطل وأهمية الموضوع تفرض علينا لغة تقريرية واضحة لا عواطف ولا شعر فيها ،فهي واقعية مأخوذة ممن عايشها وهي تستشرف المستقبل وتنتهي بمأساة موت البطل بعد موت حبيبته بانفجار لغم.

ويضيف المؤلف في حديثه عن سبب تزامن هذا العمل مع صدور رواية أخرى له بعنوان سيرة آل الحكم دار التي تتحدث عن عائلة الحكم دار التي انتهى وجودها مع ظهور فجر العمال والفلاحين عقب ثورة الثامن من آذار يقول الروائي عبد الغني : أراد المسلحون العودة إلى السلطة من خلال تفجير الحرب من أجل الاستحواذ على ميزات أعطاهم إياها المستعمر التركي ثم الفرنسي من بعده.

الجدير بالذكر أن الروائي عبد الغني ملوك محام وضابط سابق من مواليد حمص بدأ بكتابة القصة عام ١٩٦٤ومن أشهر رواياته (السوسن البري،أحلام الذئاب ،مجامر الروث ،أواخر الأيام) يعد من أغزر الروائيين الحمامصة.

ميمونة العلي

المزيد...
آخر الأخبار