يمهد الدكتور سعد الدين كليب لكتابه المعنون بـ (وعي الحداثة )فيقول: “لقد تم النظر إلى الحداثة الشعرية في النقد المعاصر, من منظورات عدة متباينة , ولا نبالغ إذا ما ذهبنا إلى أن الحداثة قد أنجزها النقاد تنظيراً ,مثلما أنجزها الشعراء إبداعاً” .بهذا الكلام يأخذنا الدكتور الناقد سعد الدين كليب في رحاب كتابه الصادر عن اتحاد الكتاب العرب ,وقسم الكتاب إلى خمسة فصول تحدث فيها عن الحداثة الشعرية في النقد الأدبي المعاصر ونظر للوعي الجمالي في الحداثة الشعرية متطرقا للبنية الدرامية و النمذجة الفنية ,وخصص فصلاً لجمالية الرمز الفني في شعر الحداثة لينهي كتابه بالحديث عن الخطاب الشعري والأيديولوجية ,وما يميز كتابه هذا هو التطبيق العملي للمفاهيم النظرية على تجارب شعرية نابضة بالحداثة مثل الماغوط ومصطفى خضر ونزيه أبو عفش وأمل دنقل ويوسف سعدي وخليل حاوي وغيرهم من الأسماء البراقة التي تغري المتتبع لأي تنظير نقدي يتناولها والكتاب مؤلف من 156 صفحة من القطع الكبير وموجود في معرض الكتاب المقام حاليا من قبل اتحاد الكتاب العرب في رحاب جامعة البعث وجدير بقراءة كل من يهمه تطوير تجربته الأدبية ومواكبة التنظير النقدي للحداثة الشعرية ,فالدكتور سعد الدين كليب من أشهر من نظر نقدياً للحداثة وعكس ذلك على تجربته النقدية والشعرية, والكتاب جدير بقلوبنا لا برفوف مكتبتنا فقط .
ميمونة العلي