يأتي محصول الذرة الصفراء في سورية بالدرجة الثالثة بعد القمح والشعير، وتعتبر المساحة المزروعة ضئيلة نسبياً بسبب منافسة المحاصيل الصيفية الأخرى له مثل القطن والبطاطا والشوندر السكري، وبحسب مصادر مطلعة فإن الإنتاج الحالي لايكفي الاستهلاك المحلي نتيجة تطور وازدياد عدد مشاريع تربية الدواجن.
وتعتبر الذرة الصفراء من أهم محاصيل الحبوب الغذائية والصناعية الهامة , وتستخدم حبوبها إما كاملة أو مجروشة في تحضير العلائق المركزة للمواشي والطيور خاصة في علائق التسمين لاحتوائها على نسبة عالية من المواد النشوية والبروتينية والزيت, وتقدم النباتات الخضراء في بداية تكون النورات المذكرة كعلف أخضر للحيوانات, كما تستخدم النباتات وهي خضراء في تحضير مايسمى بالسيلاج الذي يقدم كغذاء نافع للمواشي طوال فصل الشتاء كما هو متبع في كثير من الدول المتقدمة ,وتمتاز الذرة الصفراء في هذه الحالة على المحاصيل العلفية الأخرى بوفرة الغلة وسرعة الإنتاج ورغبة المواشي لها…
كما تستخدم النخالة والبقايا الناتجة عن استعمال الذرة في صناعة العلف للمواشي والطيور و تقدم القوالح بعد جرشها وخلطها بالمولاس كغذاء للحيوانات.
أما في الصناعة يستخدم دقيق الذرة في صناعة النشاء والكحول المرغوبين في التجارة, ويستخدم نشاء الذرة في صناعة القطر الصناعي (غلوكوز) كما يصنع صمغ يستخدم في لصق طوابع البريد وظروف الرسائل , وتدخل بقايا النباتات في صناعة البلاستيك والورق..
رغم كل ما سبق ذكره من فوائد واستخدامات للذرة الصفراء و في خضم حرب اقتصادية تستهدف أي قطاع سوري منتِج نجد أن الإهمال ما زال يفرض كلمته – ولو بحسن نية – فإلى متى سيبقى الحال في دوائر القطاع العام خاضعاً لهمة مدير دون آخر و لانتباه موظف أو مشرف دون غيره…
و إلى متى ستبقى الخسائر تسجل أرقاماً قياسية متزايدة لاعلاقة للحرب بها مشكلة استنزافاً حقيقياً للاقتصاد الوطني؟؟
أسئلة ستبقى مطروحة إلى أن تجد أفعالاً جدية تتلافى الأخطاء و تعزز الإيجابيات ..
هنادي سلامة