نقطة على السطر…  مازلنا نأمل

على غير عادتنا  نحن العرب المضروب بنا المثل بالكرم الحاتمي وما يتبعه من إكرام الضيف وإطعامه وربما استضافته لأيام متتالية بإصرار شديد لتحل البركة في البيت بعد أن نتقاسم معه الخبز والملح عنوان التآخي والسلام …

بتنا اليوم نحسب ألف حساب لقدوم ضيف طارئ بل ربما نحاول دعوته محتضنا ً رغيفه خاصة إذا كان من المقربين نظرا ً لقلة  كمية الخبز المتواجدة في البيوت بما لا يكفي مخصصات الأسرة الواحدة ، لكن وحدة الحال وتشابه الظروف تنقذك اليوم من الشعور بالحرج والحاجة إلى  التبرير .

وبما أن الخبز أساس الحياة وركيزة العيش مازلنا نأمل بالخلاص من وجود وسيط “معتمد الخبز” نظرا ً لدوره الكبير في تكويم الخبز وتكديسه ورداءته وسوء توزيعه  لعلنا نحصل عليه من المخابز مباشرة وطازجا ً، بعد أن لا بت الأسر وغصت بعددها الكبير لتأمين ربطة خبز إضافية تسعى لشرائها  خارج البطاقة الذكية بأسعار غير مدعومة  وربما يضطرون لشراء خبز سياحي بأسعاره الكاوية .

نعم هو الحصار الذي فرضه الخارج لتجويعنا وإركاعنا وتسبب في تراجع زراعة القمح الذي يعد أسهل وأرخص الأطعمة كونه من إنتاج أرضنا المعطاء .. لكن إيماننا وتفاؤلنا يكبر بما يجري على الساحة السورية من تطورات تشعرنا أن الحياة مجرد دائرة تدور بنا من  خلال تجارب سابقة لتعيدنا إلى الزمن الجميل ، فامتلكنا يقيناً بأنه سيأتي علينا يوم حنون يضمنا برأفة يحتمل تقلب الأحوال الصعبة وتحوّلها إلى الأفضل لتنتشلنا يد الخير من بحر العوز والنقّ والشكوى إلى شاطئ الاكتفاء والرضا بالمقسوم  ورغد العيش …

عفاف حلاس

المزيد...
آخر الأخبار