تحية الصباح ..حكايات الليل الإغريقي …!!!  

       

عندما كان الدكتور هاني الراهب “رحمه الله” , يحثنا, نحن طلابه في قسم اللغة الانكليزية بجامعة دمشق , قبل أكثر من أربعين سنة , على قراءة الأدب العالمي والتفكر فيه , لاسيما القصة والرواية , لم نكن ندرك السبب الحقيقي لنصائحه , غير أننا بعدما تخرجنا من الجامعة وانخرطنا في العمل والمطالعة المتأنية , بعيداً عن حلقات البحث الجامعية , أدركنا أن السبب هو أن القصة والرواية في الغرب متقدمة كثيراً على قصصنا ورواياتنا ليس في أدبنا العربي , فحسب بل وفي بلدان العالم الثالث .

وقراءة الأدب العالمي والاطلاع عليه هو عن طريق الترجمة وثمة مترجمون ترفع لهم القبعة في سورية , كان لهم الفضل في ترجمة روائع الأدب العالمي إلى العربية , فكنا لا نمل من قراءة أعمال أجاثا كريستي وديكنز وبرناردشو هوغو ومارغريت ميتشل وطاغور وصولاً إلى كولن ولسون وغابريل غارسيا ماركيز وتولستوي تشيخوف وغوركي … وغيرهم .

عندما تُذكر الترجمة يُذكر شيخ المترجمين الراحل الدكتور سامي الدروبي الذي لم يشغله عمله كسفير ووزير عن الترجمة , فقدم لنا روائع هامة من الأدبين الروسي والفرنسي وهو من مواليد حمص ( 1921 – 1967 ) ودرس في مدارسها .

وحسب معلوماتي فإن عدد المترجمين في حمص لا يتجاوز الثلاثة أو ربما الأربعة …!!

وهم محمد الدنيا , الذي نال جائزة سامي الدروبي للترجمة , وحسين سنبللي الذي له أكثر من خمسين كتاباً مترجماً , والدنيا وسنبللي عضوان في اتحاد الكتاب العرب و أذكر أن الأديبة ابتسام الصالح قد ترجمت بعض الكتب عن الفرنسية , وأما الأديبة الراحلة  دعد الطويل قنواتي فقد ترجمت أيضاً بعض الكتب عن الانكليزية .

حديثي عن المترجمين في حمص , من باب أن ( أهل مكة أدرى بشعابها ) ومن باب الإعجاب والتقدير بمن رفدوا الحركة الأدبية السورية بترجماتهم .

حكايات الليل الإغريقي ( كتاب ضخم تأليف آنا أنجيلوبولس اليونانية , وترجم كتابها إلى الفرنسية التي منها نقلت إلينا من قبل المترجم محمد الدنيا , ونال الكتاب ومترجمه الدنيا الجائزة الأولى للترجمة وهي جائزة وزارة الثقافة ( جائزة سامي الدروبي عام 2019 ) .

حكايات الليل الإغريقي , من أجمل الحكايات الشعبية التراثية , ذات القيمة الفنية والتحفيزية الكبيرة , يؤدي الرمز فيها دوراً بارزاً في التعبير عن المشكلات الإنسانية الكبرى والقيم الخالدة في الحب والحرية والعدالة والجمال , وهي حكايات الطفولة الأزلية , يستوي فيها الليل السوري والليل الإغريقي , وربما الليل حيث حلّ ..!!

ولعلي في قادمات الأيام أتحدث عن أعمال المترجم حسين سنبللي لاسيما رائعته ( ومن ثم أتى الحب ) لروبرتالي وعن ( كوكب كوبوني ) لجيفار , من ترجمة ابتسام الصالح … ولن أنسى ( مزامير حب متوسطي ) من ترجمة الراحلة دعد طويل قنواتي .

 عيسى اسماعيل

المزيد...
آخر الأخبار