تحية الصباح..  أيلول …!!

في ترتيب الأشهر الميلادية هو الشهر التاسع ، وفي الذاكرة هو شهر افتتاح المدارس ، وشهر ” المونة ” وللحديث شؤون وشجون .. أما الشجون فلا أرى أن نكدّر القارىء بها ، وأما الشؤون .. وأقصد الذكريات المرتبطة بهذا الشهر فهي في البال …!!.
في مفكرة كتب عليها عام 1964 وفي أول  أيام الشهر كتب والدي رحمه الله ، وكان منذ أواخر الخمسينيات وحتى وفاته عام 1974 يحرص على كتابة يومياته في “المفكرة الزراعية ” كما يسمونها .

فكتب يقول :” في هذا اليوم أخذت عيسى إلى المدرسة ، وأوصيت الأستاذ درويش أن يهتم به وعندما تركته بين الأولاد ومعه دفتر وقلم رصاص لحق بي مسرعاً .. فأرجعته وقلت له أن يبقى مع الأولاد …!!/

أمد الله في عمر المعلم درويش درويش الذي تجاوز التسعين من عمره !! فقد كان أول من علمنا أنا وأترابي في الأول الابتدائي ذلك العام في ” مدرسة عرقايا الرسمية ” كما  كان يطلق عليها ذلك الوقت .

كتاب القراءة كان اسمه ” القراءة ” فقط وفيه من الأناشيد البسيطة التي لا أزال أذكر بعضها فثمة نشيد بعنوان حديقتي ومنه :

حديقتي المسورة

أزهارها منورة .. الخ

وثمة نشيد بعنوان ” كلبي ” وتتصدر الصفحة صورة كلب جميل يلعب مع ولد صغير ومنه

كلبي كلبي        يمشي جنبي

لا ينساني        بل يلقاني

وبعد عام 1970 تاريخ صدور ديوان الشاعر المرحوم سليمان العيسى بعنوان / ديوان الطفولة / صار للأطفال قصائد وأناشيد أجمل ولها هدف تربوي ووطني وقومي !!.
عدما كنت في الثاني الابتدائي بالعام الدراسي 1965-1966 كان معلمنا عزت الموسى رحمه الله تعالى ، وكان شديداً لا سيما في موضوع اللغة العربية والحفظ الصحيح   وكان إذا طلب من تلميذ أن يقرأ غيباً قصيدة ما ،  فإنه يطلب من التلميذ الوقوف أمام الصف كي لا يساعده رفاقه بكلمة ما …!!.

وبعد سنين طويلة التقيته رحمه الله وكان مديراً لثانوية القبو الرسمية ، فذكرته  بالكف الذي لا يزال في ذاكرتي  فقال لي ضاحكاً :

هل تعرف أن هذا الكف جعلك تجتهد و تنال الإجازة الجامعية ليتني أردفته بكفّ آخر لكنت الآن تحمل درجة الدكتوراه قالها بدعابة ومحبة .

في الصف الثالث عام ” 1966-1967 “كان معلمنا طويل القامة أنيق الملبس جاء من مدينة حمص اسمه أمين الحسن أو ربما جاء من مريمين قريته و ترك أثراً جميلاً في النفوس و قد شغل فيما بعد مناصب عديدة و كان معروفا باسم الرفيق أبو سامر

رحم الله معلمينا الذين صاروا إلى رحمة الله و انعم بالصحة و العافية على من بقي منهم على قيد الحياة

و بمناسبة افتتاح المدارس كل عام ومعلمونا و أبناؤنا التلاميذ و الطلاب بخير و أمان ووطننا شامخ بين الأوطان.

عيسى إسماعيل

 

 

المزيد...
آخر الأخبار