نقطة على السطر..هنا البداية…

أحرز منتخبنا الوطني للناشئين بطولة غرب آسيا التي أقيمت في الأردن بعد فوزه في المباراة النهائية على السعودية.
وهذا اللقب هو الثاني لكرتنا الأمل على مستوى هذه البطولة التي تشارك فيها منتخبات عربية ضمن المنطقة الجغرافية لغرب آسيا.
البطولة لم تأت من فراغ،ولم تكن صدفة أو ضربة حظ،على الرغم من تجاوزنا للنصف النهائي والنهائي من خلال ركلات الحظ،أولا الأردن صاحبة الأرض ،وثانيا السعودية المعروفة عربياً وآسيويا بتطور كرتها ،والمتابع للبطولة أبهرته المواهب السورية الصغيرة التي يعتمد عليها في المستقبل لبناء منتخب قوي، وعندما تكون القاعدة متينة يكون البناء متينا وسليما ،ويمكن البناء عليه والوصول إلى مراحل متقدمة.
ونحن في بلد لا نولي الناشئة الاهتمام الذي تستحق كما يفعل الآخرون في الأندية الكبرى وذات الباع الطويل في البطولات في بلدانها وعلى مستوى العالم،ليس لدينا أكاديميات تعلم وتصقل المواهب والمهارات على مستويات عالية،وكل ما تشارك فيه الفرق الصغيرة ،بطولات على مستوى المحافظة وحتى البلد بعدد محدود من المباريات التي لا تعطي المواهب القدرة على اللعب والتطور والثقة بالنفس كي تصل للمراحل اللاحقة شباب ورجال بمستويات تحاكي الموهبة والانطلاقة.
في هذا المجال لنا تجارب مريرة وكثيرة،لدينا من المواهب الكثير ،لكن لا نعرف كيف نستثمرها بحيث تعطي الثمار والقطاف اليانع ،نتابع سنوياً منتخباتنا العمرية التي تضج بالمواهب،لكن قلما تحقق لقبا حتى على المستوى الضيق،السعودية والأردن والبحرين وغيرها من دول الجوار أصبحت بعبعا ونحن يجب أن نخسر معها ليست لأنها أفضل منا،فقط لأننا نعلم أنها أعدت منتخباتها كما يجب أن تعد وأعطت لكرة القدم ما تستحق،تعاقدت مع مدربين لهم تجارب مع المنتخبات الصغيرة على مستوى عال، لم تبخل على دعم هذه الفئات وهكذا ترى منتخباتها تطورت ونهضت ونحن إلى الوراء،نبحث عن الخامات والمواهب التي ظهرت بالفئات العمرية ربما لم نجدها،وإذا وجدت فهي لاتساوي الظل على الذي تعرفنا عليه خلال السنوات الماضية.
الآن أمامنا نموذج آخر لمواهب صغيرة على مستوى عال وهي بحاجة ماسة لأن تجد من يأخذ بيدها إلى المكان الصحيح،والمكان الصحيح يتطلب الوصول إليه الكثير من التعب وبذل الجهود من قبل الموهبة والنادي وإدارة المنتخب واتحاد كرة القدم والإتحاد الرياضي العام.
نتمنى أن نرى هذه النخبة تحرز الألقاب على مستواها الحالي والقادم وأن نراها تصل إلى مرحلة النضوج الكروي في المنتخب الأول ،فهل نغير عقليتنا ونعمل من أجل مستقبل كرة القدم السورية؟وهل نكون جادين في التعاطي مع هذه الفئة ونقتنع أن بداية البناء من هنا؟.. نأمل أن يصل المعنيون إلى قناعة وأن يعملوا بما يتناسب مع ما نمتلك من خامات ومواهب لا تتوفر عند الكثيرين،وأن نغير العقلية التي حكمت تجاربنا السابقة وأن نعطي كل ذي حق حقه.!!!!
عادل الأحمد

المزيد...
آخر الأخبار